للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "لا نسب اليوم" كلمة لا لنفي الجنس، "ونسب": اسمها مبني على الفتح، و "اليوم": ظرف في محل خبرها أو الخبر محذوف، والتقدير: لا نسب اليوم بيننا، قوله: "اتسع الحرق": جملة من الفعل والفاعل وقوله: "على الرائق" يتعلق به في محل النصب على المفعولية.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ولا خلة" حيث نصب على تقدير أن تكون لا زائدة للتأكيد، ويكون خلة عطفًا على محل اسم لا التي قبلها تنزيلًا لحركة البناء العارضة بسبب داخل دخل منزلة حركة الإعراب، ومثله: يا زيد الفاضلُ برفع الصفة (١).

وقال ابن مالك: هو عطف على محل اسم لا بعد دخولها؛ فإن له محلين: محلًّا قبل دخولها وهو الرفع بالابتداء، ومحلًّا بعد دخولها وهو النصب بلا؛ فإنها عاملة عمل إن (٢).

وقال يونس في خلة: انه مبني، ولكنه نونه للضرورة (٣)، واستشهد به الزمخشري في أن: "لا خلة" منصوب بفعل مقدر لا أنه اسم لا فافهم (٤).

الشاهد السابع عشر بعد الثلاثمائة (٥)، (٦)

فَلَا أَبَ وَابْنًا مِثْلَ مَرْوَانَ وَابْنِهِ … إِذَا هُوَ بِالمجدِ ارْتَدَى وَتَأَزَّرَا

أقول: قائله هو رجل من بني عبد مناة بن كنانة فيما زعمه أبو عبيد البكري، وأنشده سيبويه في كتابه ولم يعزه إلى أحد (٧).


(١) قال ابن يعيش: "في نصب الخلة يحتمل أمرين: أحدهما: أن تكون لا مزيدة لتأكيد النفي دخولها كخروجها فنصبت الثاني بالعطف على الأول بالواو وحدها واعتمد بلا الأولى على النفي وجعل الثانية مؤكدة للحجة .... الثاني: أن تكون نافية عاملة كالأولى كأنه استأنف بها النفي". ابن يعيش (١/ ١٠١) وما بعدها، وينظر توضيح المقاصد (١/ ٣٦٦).
(٢) ينظر شرح الكافية الشافية لابن مالك (٥٢٤)، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٦٨).
(٣) قال سيبويه: "وأما يونس فزعم أنه نون مضطرًا، وزعم أن قوله (البيت) على الاضطرار". ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٠٨، ٣٠٩)، والمفصل بشرح ابن يعيش (٢/ ١٠١).
(٤) ينظر المفصل للزمخشري (٧٥)، شرح المفصل لابن يعيش (٢/ ١٠١).
(٥) ابن الناظم (٧٢)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٦٧)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٢).
(٦) البيت من بحر الطويل نسب للربيع بن ضبيع الفزاري في الخزانة (٤/ ٦٧)، وشرح التصريح (١/ ٢٤٣)، ونسب للفرزدق أو لرجل من عبد مناة في الدرر (٦/ ١٧٢)، وانظره في أمالي ابن الحاجب (٩/ ٤١١)، وابن يعيش (٢/ ١٠١)، والكتاب لسيبويه (٢/ ٢٨٥)، واللامات (١٠٥)، والمقتضب (٤/ ٣٧٢).
(٧) الكتاب لسيبويه (٢/ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>