للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "مصبوح": مفعول من صبحته بالتخفيف إذا أسقيته الصبوح، وهو الشراب بالغداة، وهو خلاف الغبوق.

وقال ابن يسعون: المصبوح الذي يسقى اللبن صباحًا، يصف الشاعر بهذا سنة شديدة الجدب قد ذهبت بالمرتفق؛ فاللبن عندهم متعذر لا يسقاه الولد الكريم فضلًا عن غيره لعدمه، فجازرهم يرد عليهم من المرعى ما ينحرون للضيف؛ إذ لا لبن عندهم.

الإعراب:

قوله: "ورد": فعل ماض، و "جازرهم": كلام إضافي فاعله، و "حرفًا": مفعوله، و "مصرمة": صفة للحرف، قوله: "ولا كريم": كلمة لا لنفي الجنس، وكريم اسمه و "مصبوح" بالرفع خبره؛ كما قال أهل الحجاز، واختاره الجومي، وبه جزم سيبويه (١)، وأجاز الفارسي أن يكون صفة لكريم على الموضع، والخبر محذوف، وتبعه الزمخشري (٢)، قوله: "من الولدان" يتعلق بقوله: "مصبوح".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ولا كريم من الولدان مصبوح" حيث ذكر خبر لا لأنه لم يكن مما يعلم، فإذا لم يعلم يجب ذكره (٣).

* * *


(١) ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ٢٩٩، ٣٠٠).
(٢) قال الفارسي بعد أن ذكر البيت: "إن شئت جعلت مصبوحًا صفة على الموضع" ينظر الإيضاح بشرح المقتصد (٨٠٣)، وقال الزمخشري -أيضًا- بعد أن ذكر البيت: "يحتمل أمرين .... الثاني: ألا يجعل مصبوحًا خبرًا ولكل صفة محمولة على محل لا مع المنفي وارتفاعه بالحرف -أيضًا- لأن لا محذو بها حذو إن من حيث أنها نقيضتها ولازمة للأسماء لزومها". المفصل في علم العربية (٣٠)، دار الجيل، وشرح ابن يعيش (١/ ١٠٥).
(٣) إذا كان خبر لا النافية للجنس ظرفا أو جارًّا ومجرورًا فلا يحذف عند جميع العرب، وإن كان مفردًا فبنو تميم يجيزون حذفه وأهل الحجاز لا يحذفونه فيظهرونه مرفوعًا، وهنا جاء الخبر منطوقًا به في لغة الحجازيين؛ فمصبوح خبر لا وليس صفة لعدم الحاجة إلى تقدير. ينظر ابن يعيش (١/ ١٠٧)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٥٧)، ورصف المباني (٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>