للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ومأكول" بالجر صفته.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وصيروا" حيث نصب مفعولين؛ لأنه من أفعال التصيير التي تنصب مفعولين كجعل واتخذ ونحوهما (١)، وفيه استشهاد آخر وهو زيادة الكاف في قوله: "كعصف" على ما يجيء بيانه في بابه -إن شاء الله تعالى-.

الشاهد السادس والأربعون بعد الثلاثمائة (٢) , (٣)

آتٍ المَوْتُ تعلَمُونَ فلا يُر … هِبكُم مِنْ لَظى الحُروبِ اضطرامُ

أقول: هو (٤) من الخفيف.

والمعنى: تعلمون أن الموت آتٍ ألبتة، فلا يخوفكم اضطرام نار الحروب، قوله: "فلا يرهبكم": من الإرهاب وهو التخويف، قوله: "من لظى الحروب" أي: من نارها، وهو كناية عن قيام الحرب وهيجانها واشتباك الناس بالقتال فيها.

الإعراب:

قوله: "آتٍ": اسم فاعل من أتى وهو مرفوع على أنه خبر لمبتدأ متأخر عنه وهو قوله: "الموت"، والجملة مفعول "تعلمون"، قوله: "فلا يرهبكم": نفي وليس بنهي، والفاء جواب شرط محذوف تقديره: إن كان الأمر كذلك فلا يرهبكم، قوله: "اضطرام": فاعل يرهبكم، و"من لظى الحروب": متعلق به.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "آت الموت تعلمون" حيث ألغي عمل تعلمون لتأخره عن الجملة التي هي مفعوله (٥).


(١) ينظر الشاهد رقم (٣٤٤).
(٢) ابن الناظم (٧٧).
(٣) البيت من بحر الخفيف، وهو في الشجاعة والحماس، لقائل مجهول، وانظر مراجع البيت في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٦)، وتخليص الشواهد (٤٤٥)، وشرح الأشموني (٢/ ٢٨).
(٤) لم يشر العيني إلى قائله وهو مجهول القائل.
(٥) تختص أفعال القلوب المتصرفة بالإلغاء وهو ترك عمل هذه الأفعال لفظًا ومعنًى أو لفظًا ومحلًا لغير مانع، ويكون بسبب توسطها بين المعمولين أو تأخرها، فإذا توسطت جاز الإلغاء والأعمال وإذا تقدمت لم يكن بد من إعمالها، وإذا تأخرت فالإلغاء أكثر، ويقل الإعمال، وهنا ألغي الفعل لتأخره عن المعمولين ورفعا على أنهما مبتدأ وخبر. ينظر ابن يعيش (٧/ ٨٥) وما بعدها، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٥) وما بعدها، وتوضيح المقاصد (٢/ ٣٧٨، ٣٧٩)، والكتاب لسيبويه (١/ ١١٨) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>