للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: تكمل، ويقال: مضى، وقوله: "حجج" أي: سنون، قوله: "حلالها وحرامها" أي: شهور الحل منها والحرم، وارتفاعها يجوز أن يكون بطريق البدل من الحجج، ويجوز أن يكون بفعل محذوف تقديره: خلا حلالها وحرامها.

٤ - قوله: "خنساء" أراد بها البقرة الوحشية، وخنسها تأخر أنفها في الوجه، يقال: كل بقرة وحشية خنساء، وكل ثور أخنس، قوله: "الفرير" بفتح الفاء وكسر الراء؛ وهو ولد البقرة، ويجمع على: فُرار بضم الفاء، قوله: "لم يرم" أي: لم يبرح، قوله: "عرض الشقائق" وهي قطع غلاظ ما بين كل جبلي رمل شقيقة، و"بغامها" بضم الباء الموحدة؛ وهو صوتها.

٥ - قوله: "لمعفر"، المعفر: ولدها الذي كاد أن يعظم فتعفره، وتعفيره أن يترك الرضعة بين الرضعتين حتى يمرن على ترك الرضاع، قوله: "قهد" بفتح القاف وسكون الهاء؛ وهو الذي في لونه بعض الحمرة بصفرة، قوله: "شلوه" أي: عضوه، قوله: "غبر": فاعل تنازع، أراد به ذباب غبر، وهو جمع أغبر؛ من الغبرة في اللون، قوله: "ما يمن طعامها" يعني: أنها تكسب ولا تطعم.

٦ - قوله: "صادفن منها" أي: صادفت الذئاب من البقرة فأصبن ولدها، قوله: "إن المنايا": جمع منية وهو الموت، قوله: "لا تطيش" من طاش السهم عن الهدف أي: عدل، والمعنى: أن الموت لا تعدل سهامه عن أحد.

الإعراب:

قوله: "ولقد علمت": كلام مؤكد بثلاثة أشياء: الأول: واو القسم؛ ولهذا قال سيبويه: كأنه قال: والله لتأتين (١)، والثاني: لام الابتداء، والثالث: كلمة قد التي للتحقيق، ثم قوله: "علمت" محتمل الوجهين:

أحدهما: أن يكون معلقًا كما ذكره الشراح فيكون "لتأتين" جوابًا لقسم محذوف، وجملتا القسم والجواب في موضع نصب بالفعل المعلق (٢).

والثاني: أن يكون أجري لإفادته تحقيق الشيء وتوكيده مجرى القسم؛ فيخرج حينئذ عن طلب المفعولين ويتلقى بما يتلقى به القسم، وعلى هذا فلا قسم مقدر، والجملة لا محل لها كسائر الجمل التي يجاب بها القسم، ويخرج البيت عن الدليل.

قوله: "لتأتين": فعل مضارع مؤكد بالنون الثقيلة، وقوله: "منيتي": كلام إضافي فاعله،


(١) الكتاب لسيبويه (٣/ ١١٠).
(٢) قال سيبويه بعد أن ذكر البيت: "كأنه قال: والله لتأتين كما قال: قد علمت لعبد الله خير منك .... "، الكتاب (٣/ ١١٠)، وينظر المغني (٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>