للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ذنب الحب" بكسر الحاء بمعنى المحبوب؛ كالذبح بمعنى المذبوح، والطحن بمعنى المطحون، وقد يجيء الحب بالكسر بمعنى المحبة -أيضًا- والحب بالضم.

الإعراب:

قوله: "إن": حرف من الحروف المشبهة بالفعل ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، فقوله: "المحب": اسمه منصوب، وقوله: "مصطبر": خبره، وهما مفعولان لقوله: "علمت"، ولكن ألغي عمله لتوسطه بينهما، قوله: "ولديه" أي: عنده، نصب على الظرف، والعامل فيه قوله: "مغتفر"، وقوله: "ذنب الحب": كلام إضافي مبتدأ، وقوله: "مغتفر": خبره.

الاستشهاد فيه:

على إلغاء عمل "علمت" لتوسطه بين مفعوليه؛ إذ أصل الكلام: علمت المحب مصطبرًا، ثم توسط العامل فصار: المحب علمت مصطبرًا، ثم ألغي العامل، وحينئذ اتجه دخول إن على الجملة (١).

الشاهد الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة (٢) , (٣)

شَجَاكَ -أَظُنُّ- رَبْعُ الظَّاعنينَا … وَلَم تَعْبَأ بعَذْلِ العَادلِينَا

أقول: هو من الوافر.

قوله: "شجاك": من شجاه يشجوه إذا أحزنه، والشجو: الهم والحزن، قوله: "ربع الظاعنين" بالظاء المعجمة، من ظعن إذا سار ظعنًا، وظعنًا بسكون العين وتحريكها، وقرئ بهما في قوله تعالى (٤): ﴿يَوْمَ ظَعْنِكُمْ﴾ [النحل: ٨٠]، و "الربع" بفتح الراء وسكون الباء الموحدة وبالعين المهملة، هو الدار بعينها حيث كانت، وتجمع على: رباع وربوع وأرباع وأربع، والربع: المحلة أيضًا-، قوله: "ولم تعبأ، أي: لم تلتفت؛ من قولهم: ما عبأت بفلان عبأ؛ أي: ما بليت به، وكان يونس لا يهمز (٥)،


(١) إذا توسط الفعل بين المبتدأ والخبر جاز الإعمال والإلغاء على السواء، وقد يقع الفعل الملغي بين سوف ومصحوبها نحو: سوف أحسب يقوم زيد أو يقع بين معمولي: إن، نحو: إن زيدًا أحسب قائم، وكبيت الشاهد، وحينئذ يتسلط دخول إن على الجملة.
(٢) ابن الناظم (٧٧).
(٣) البيت من بحر الوافر، وهو مطلع قصيدة للتصريع، وهو في بكاء الديار، لقائل مجهول، وانظر المغني (٢/ ٣٨٧)، وشرح شواهده للسيوطي (٨٠٦)، والأشموني وشرح شواهده للعيني (٢/ ٢٨)، وتخليص الشواهد (٤٤٦)، والدرر (٢/ ٢٦١).
(٤) وقرأ الحرميان وأبو عمرو: ظعنكم بفتح العين، وباقي السبعة بسكونها، وهما لغتان.
(٥) الصحاح مادة: "عبى" واللسان مادة: "عبأ".

<<  <  ج: ص:  >  >>