للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلتَ: [ما السفاهة] (١) حتى قال: والسفاهة كاسمها؟

قلتُ: قوله: "والسفاهة" أراد ما سمي سفاهة؛ أي: المسمى بهذا الاسم قبيح؛ كما أن الاسم الذي هو السفه قبيح وإنما قال هذا؛ لأن السفه كما ينكر فعله كذلك يكره اسمه، قوله: "غرائب الأشعار": كلام إضافي مفعول لقوله: "يهدي".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "نبئت" حيث نصب ثلاثة مفاعيل؛ لأنه تضمن معنى: أرى المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وعمل عمله (٢).

الشاهد السبعون بعد الثلاثمائة (٣) , (٤)

وَأُنْبِئْتُ قَيسًا ولَم أَبْلُهُ … كَمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمَنِ

أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس، وهو من قصيدة طويلة يمدح بها قيس بن معد يكرب الكندي، قال أبو عبيدة: وهي أول كلمة مدحه بها، وأولها هو قوله:

١ - لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذَا الزَّمَنْ … علَى المرءِ إلا عَنَاءٌ معَنْ

٢ - يَظَل رَجِيمًا لِرَيبِ المنُونِ … ولِلْهَمِّ فيِ أهْلِهِ وَالحزَنْ

٣ - وهَالكِ أهْلٍ يُجِنونَهُ … كآخَرَ فيِ قَفْرَة لم يُجَنْ

٤ - وما إنْ أرَى الدَّهْرَ فيِ صَرفِهِ … يُغادِرُ مِنْ شارخٍ أو يَفَنْ

إلى أن قال:

٥ - فهَذَا الثَّنَاءُ وإني امْرُؤٌ … إِليكَ بِعَمْدٍ قَطَعْتُ القَرَنْ

٦ - وكُنتُ امرأً زَمَنًا بالعِرَاقِ … عفِيفَ المناخِ طَويلَ اليقن


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) هناك أفعال تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل بواسطة همزة التعدية أو التضعيف، والمفعول الثاني والثالث منها أصلهما: المبتدأ والخبر، وهذه الأفعال هي: أعلم وأرى ونبأ وأنبأ وخبر وأخبر وحدث؛ فالهمزة تجعل الفعل المتعدي إلى واحد متعديًّا إلى اثنين، والمتعدي إلى اثنين متعديًّا إلى ثلاثة. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٠٠)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٩٥) وما بعدها، والكتاب لسيبويه (١/ ٤١)، وابن يعيش (٧/ ٦٥).
(٣) ابن الناظم (٨٢).
(٤) البيت من بحر المتقارب، من قصيدة طويلة قاربت المائة بيت للأعشى يمدح قيس بن معدي كرب الكندي، يبدؤها بالغزل والحديث عن المرأة، وهي في ديوانه (٥١)، تحقيق د. محمد محمد حسين (المكتب الشرقي- بيروت، لبنان)، وانظر بيت الشاهد في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٠٢)، والدرر (١/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>