للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبقل، وقد يقال: بقل بقلًا وبقولًا ولوجه الغلام أول ما ينبت فيه الشعر: بقل لا غير، وأنكر جماعة منهم الأصمعي بقل في المكان، ولهذا ادّعوا أن باقلًا من الشواذ، كأعشب فهو عاشب والقياس: مبقل ومعشب (١).

الإعراب:

قوله: "فلا مزنة" كلمة الفاء للعطف، و "مزنة": مبتدأ أو اسم لا، على إلغائها أو إعمالها عمل ليس، وقوله: "ودقت": خبر المبتدأ أو خبر لا أو نعت لمزنة، والخبر محذوف؛ أي: موجودة، قوله: "ودقها": كلام إضافي نصب على المصدر.

قوله: "ولا أرض": عطف على ما قبله، و"أرض": اسم لا التبرئة، و "أبقل": خبرها ومحله الرفع، أو نعت لاسمها فمحله النصب، ونصب إبقالها كنصب ودقها.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أبقل" حيث ذكر الفعل مع إسناده إلى الأرض وهي مؤنثة، وقال ابن الناظم فيه: وذلك لأجل ضرورة الشعر (٢)، وفيه نظر؛ لأنه كان يمكنه أن يقول: ولا أرض أبقلت إبقالها بدرج همزة إبقالها فيستقيم الوزن، فإذا كان كذلك دل ذلك أنه ليس للضرورة، وإنما كان لأجل أن تأنيث الأرض ليس بحقيقي، وأنشد الجوهري هذا البيت ثم قال: ولم يقل: أبقلت؛ لًان تأنيث الأرض ليس بحقيقي (٣).

ويؤيد ما ذكرنا أن النحاس قال: وقد أُنشد هذا البيت: ولا أرض أبقلت إبقالها، على تخفيف الهمزة وأنث الأرض على ما يجب، ومن ذكّرها قال: ليست فيها علامة للتأنيث، أو قال: الأرض والمهاد واحد، وعن ابن كيسان أن ذلك جائز في النثر، وإن البيت ليس بضرورة؛ لتمكن قائله من أن يقول: أبقلت، بشرط أن ينقل كسرة الهمزة إلى التاء، ثم تحذف الهمزة؛ كما ذكرنا (٤).

وأجاب السيرافي بأنه يجوز أن يكون هذا الشاعر ليس من لغته تخفيف الهمزة، وحينئذ لا يمكنه ما ذكره.

قلتُ: إن صح ما نقله النحاس صح لابن كيسان مدعاه، وذكر القواس (٥) في شرح الدرة أنه


(١) ينظر اللسان مادة: "بقل".
(٢) ينظر ابن الناظم (٨٦).
(٣) الصحاح مادة: "بقل".
(٤) توضيح المقاصد (٢/ ١٣).
(٥) جوبان بن مسعود بن سعد الله القواس الدينوي توفي نحو (٦٨٠ هـ) هجرية، انظر الأعلام (٢/ ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>