للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدلالة أسقى عليه كما ذكرنا (١).

الشاهد الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة (٢)، (٣)

إنَّ امْرَأً غَرَّهُ مِنْكُنَّ واحدةٌ .. بعدي وبَعدَك في الدنْيَا لمغرُورُ

أقول: هذا البيت احتج به سيبويه، ولم يعزه إلى أحد.

وهو من البسيط، المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "إن": حرف من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله: "امرأ": اسمه، وقوله: "لمغرور": خبره، قوله: "غره": جملة من الفعل والمفعول وهو الضمير الذي يرجع إلى المرء، وقوله: "واحدة" بالرفع فاعله، قوله: "منكن" في محل الرفع صفة لواحدة، أي: واحدة كائنة منكن، [ويجوز أن يكون حالًا، أي: حال كونها كائنة منكن] (٤)، والجملة في محل النصب على أنها صفة لقوله: "امرأ" قوله: "بعدي": كلام إضافي ظرف لقوله: "غره"، و"بعدك": عطف عليه، وقوله: "في الدنيا": متعلق بقوله: "لمغرور".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "غيره" حيث ذكر الفعل المسند إلى المؤنث وهو قوله: "واحدة" والتقدير: امرأة واحدة؛ كذا قدره سيبويه والجمهور، والمرأة مؤنث حقيقي، وتركت التاء من الفعل للفصل بالمفعول وهو الهاء، وبالجار والمجرور وهو منكن (٥).

وقال المبرد: التقدير: خصلة واحدة، فلا دليل حينئذ في البيت؛ لأن التأنيث مجازي (٦)،


(١) ينظر الشاهد رقم (٣٧٩).
(٢) ابن الناظم (٨٦).
(٣) البيت من بحر البسيط، لقائل مجهول، وهو في الغزل والعتاب والتذكير بأنه ليس للمرأة عهد، وانظره في الإنصاف (١٧٤)، وتخليص الشواهد (٤٨١)، والخصائص (٢/ ٤١٤)، والدرر (٦/ ٢٧١)، وابن يعيش (٥/ ٩٣)، واللسان: "غرر"، واللمع (١١٦)، وهمع الهوامع للسيوطي: (٢/ ١٧١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١١٢)، والبيت غير موجود في الكتاب لسيبويه: طبعة هارون.
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب)، وقوله: "منكن" ليس صفة كما ذكره، ولكنه حال؛ لأن الصفة إذا تقدمت صارت حالًا.
(٥) الأصل في الفاعل الحقيقي المؤنث أن تلزم في فعله التاء، والذي جرأ الشاعر على حذف التاء هو الفصل بين الفعل وفاعله بالمفعول وهو الضمير وبالجار والمجرور وهو منكن، والأصل: غيره منكن امرأة واحدة فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، وكان عليه أن يؤنث الفعل ولكنه حذف التاء للفصل.
(٦) ينظر المقتضب (٢/ ١٤٦)، (٣/ ٣٤٩)، (٤/ ٥٩)، وابن يعيش (٥/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>