للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "كسا": فعل ماض، و "حلمه": كلام إضافي فاعله، قوله: "ذا الحلم": كلام إضافي -أيضًا- مفعول أول، وقوله: "أثواب سؤدد": مفعول ثان لكسا، يقال: كسوته خزًّا، قوله: "ورقى": عطف على قوله: "كسا"، وقوله: "نداه": كلام إضافي فاعله، قوله: "ذا الندى": كلام إضافي -أيضًا- مفعوله، قوله: "في ذرا المجد" يتعلق بقوله: "رقى".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حلمه ونداه" فإن الضمير فيهما ضمير الفاعل، ولم يسبق ذكره، فأجاز ذلك ابن جني مطلقًا، وتبعه على ذلك ابن مالك، وذلك لأن الفعل المتعدي يدل على فاعل ومفعول لشعور الذهن بهما، فإذا افتتح الكلام بفعل ووليه مضاف إلى ضمير، عُلِم أن صاحب الضمير فاعل إن كان المضاف مرفوعًا، ومفعول إن كان المضاف منصوبًا؛ فلا ضرورة في تقديم الفاعل إلى المضاف إلى ضمير المفعول كما لا ضرورة في تقديم المفعول إلى ضمير الفاعل، والجمهور على أن ذلك لا يجوز إلا في ضرورة الشعر (١).

الشاهد السادس بعد الأربعمائة (٢)، (٣)

لَما رَأَى طَالِبُوهُ مُصْعَبًا ذُعِرُوا … وَكَادَ لَوْ ساعد المَقْدُورُ يَنْتَصِرُ

أقول: قائله هو أحد أصحاب مصعب بن الزبير بن العوام - رضي الله تعالى عنهما - يرثي به مصعبًا لما قتل بدير الجاثليق في سنة إحدى وسبعين من الهجرة.

وهو من البسيط.

قوله: "ذعروا" على صيغة المجهول؛ من ذعرته أذعره ذعرًا أفزعته، والاسم: الذعر بالضم، وقد ذعر فهو مذعور.

الإعراب:

قوله: "لما": ظرف بمعنى حين وجوابه هو قوله: "ذعروا"، وقوله: "رأى": من رؤية العين، و"طالبوه": كلام إضافي فاعله، و "مصعبًا": مفعوله، قوله: "وكاد": من أفعال المقاربة واسمه


(١) ينظر تحقيق الشاهد (٣٩٩، ٤٠٣، ٤٠٤).
(٢) شرح ابن عقيل (٢/ ١٠٦).
(٣) البيت من بحر البسيط لقائل مجهول في رثاء مصعب بن الزبير، وانظره في تذكرة النحاة (٣٦٤)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٣٦٤)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٦١)، (٢/ ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>