للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "وقائلة" الواو فيه واو رب، أي رب امرأة قائلة، وقائلة مجرورة بها، قوله: "خولان" بالرفع مبتدأ، وقوله: "فانكح فتاتهم" خبره هكذا يقال ثم يرد عليه أن الفاء لا يصلح دخولها على خبر المبتدأ، ويجاب بأن خولان خبر مبتدأ محذوف تقديره: هؤلاء خولان.

وقوله: "فانكح فتاتهم" جواب لشرط محذوف تقديره: إذا كان كذلك فانكح فتاتهم.

وقال أبو سعيد: الجمل كلها يجوز أن تكون أجوبتها بالفاء نحو: زيد أبوك فقم إليه، فإن كونه أباه سبب وعلة للقيام إليه، وكذلك الفاء في: فانكح (١) تدل على أن وجود هذه القبيلة علة لأن يتزوج منهم ويتقرب إليهم لحسن نسائها وشرفها، وفيه إشارة التي ترتيب الحكم على الوصف، ونظيره قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ﴾ [مريم: ٦٥] على أحد الوجهين ذكرهما صاحب الكشاف (٢).

وقال محمد بن يزيد: هذه خولان، وأجاز النصب على إضمار فعل، قال: ولو قلت: هذا زيد فاضربه جاز بجعل زيد عطف بيان أو بدلًا، ولو رفعت خولان بالابتداء لم يجز من أجل الفاء وإنما جاز مع هذا؛ لأن فيها معنى التنبيه والإشارة، فكأنك قلت: من هذه التنبية والإشارة فافعل كذا (٣)، وكال: جاز النصب على المدح.

قوله: "وأكرومة الحيين" كلام إضافي مبتدأ وخبره قوله: "خلو" والجملة في محل النصب على الحال.

قوله: "كما هيا" كلمة ما موصولة وهي مبتدأ وخبره محذوف أي كالحال الذي هي عليه، وإما كافة لحرف الجر، والضمير مبتدأ محذوف الخبر -أيضًا-، وإما زائدة، والضمير المرفوع


(١) في (أ): انكح.
(٢) الكشاف للزمخشري (٢/ ٥١٧).
(٣) المقتضب (٢/ ٧٦، ٧٧) وقال سيبويه: "وقد حسن ويستقيم أن تقول: عبد الله فاضربه، إذا كان مبنيًّا على مبتدأ مظهر أو مضمر فأما في المظهر فقولك: هنا زيد فاضربه، وإن شئت لم تظهر هذا ويعمل كعمله إذا أظهرته، وذلك قولك: الهلال والله فانظر إليه؛ كأنك قلت: هذا الهلال، ثم جئت بالأمر، ومما يدلك على حسن الفاء هاهنا أنك لو قلت: هذا زيد فحسن جميل، كان كلامًا جيدًا، ومن ذلك قول الشاعر (البيت) هكذا سمع من العرب تنشده، وتقول: هذا الرجل فاضربه، إذا جعلته وصفًا ولم تجعله خبرًا، وكذلك: هذا زيدًا فاضربه، إذا كان معطوفًا على هذا أو بدلًا، وتقول: اللذين يأتيانك فاضربهما، تنصبه كما تنصب زيدًا، وإن شئت رفعته على أن يكون مبنيًّا على مظهر أو مضمر، وإن شئت كان مبتدأ لأنه يستقيم أن تجعل خبره من غير الأفعال بالفاء، ألا ترى أنك لو قلت: الذي يأتيني فله درهم، والذي يأتيني فمكرم محمود كان حسنًا، ولو قلت: زيد فله درهم لم يجز وإنما جاز ذلك؛ لأن قوله: الذي يأتيني فله درهم في معنى الجزاء فدخلت الفاء في خبره؛ كما تدخل في خبر الجزاء".- الكتاب (١/ ١٣٨ - ١٤٠)، (١/ ١٣٨ - ١٤١) وينظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم "الحروف" (٢/ ٢٤٤، ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>