للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الكلام، ومن ثم لم يحمل قوله "وَمِنْ وراء إسْحَاقَ يعقوبَ" على الجر؛ لأنه يلزم فيه الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالظرف الذي هو "مِنْ وراء".

ومن جعل "يعقوبَ" في موضع نصب ففيه بعض القبح أيضاً، لأنه قد فصل بين العاطف والمعطوف عليه بالظرف وإن كان الأول أفحش لأنه يقوم حرف العطف فيه مقام حرف جار. فإذا كان الوجهان غير منفكين من القبح، فالأحسن الرفع في "يعقوب" ليكون عطف جملة على جملة.

فأما قوله:

(وفيِ الحسبِ الزاكي الكريمِ صميمُها)

فيمن جر "الكريم" ولم يرفع "صميمها به"، ولكن بالابتداء، كأنه أراد "وصميمها في الحسب الزاكي" فلا نَحْمِلُهُ على هذا، ولكن قدم خبر الابتداء. ألا ترى أن التقديم للخبر في الحسن كالتأخير.

[مسألة ١١٠]

فآ: قوله: (خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها).

إن قلت: كيف قال: "خلقكُمْ" والضمير في "خلقَكُمْ" اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>