للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصاعداً، كقولك فيمن يهب ثوباً أو ديناراً؛ فلان يهب الدنانير، ويهب الثياب، فتوقع اسم الجنس على واحده.

وكذلك تقول: هو تُفْرِقُ الأسد فيريد به الجنس؛ لأنك لا تريد أنه يُغْرِقُ واحداً دون آخر.

فإذا كان كذلك علمت أنه يريد الجنس.

قلت له قد تقول: "نِعْمَ الرجلُ زيدٌ" فالرجل للجنس، وتقول: "نِعْمَ الرجلانِ الزيدانِ" تريد بهما الجنس، وكذلك: "كُلُّ رجلٍ أتاني فله درهمٌ" فرجل للجنس، وتقول: "كُلُّ لجلين أتياني فلهما درهمٌ" فرجلان للجنس.

كذلك: هو أفضلُ [رجلٍ] في الناس، وهما أفضلُ رجلين في الناس، وكذلك: لا رجل في الدارِ، ولا رجلين في الدار، وكذلك تقول: أهلك الناس الدينارُ والدرهمُ.

وتقول: "فلانٌ يهبُ الدراهم والدنانير" تريد الجنس في المسألة الأولى، وفي هذه المسألة.

فقال: هذه التثنية والجمع لم يقعا ثانيين كما وقعا في الزيدين والزُّيُود، بل استؤنفا تثنية وجمعاً لا عن واحد يقع على الجنس فأوقعا للجنس على هذه الصورة كما أوقع الواحد للجنس على صورته، فالتثنية في هذا على حد ما تقول في هذين، وفي "لكما ولكم"، والجمع فيه على حد الجموع التي لا أحاد لها جمعت عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>