للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"ذي مالٍ" وفي "في زيْدٍ" فهلا جاز ذلك مع الياءين؛ لأنه يؤمن أن يكون معهما على حرف، لأن الإعراب يقع على الياءين كما وقع على التاء، فهلا أجزت "ذوويٌّ" كما جاء "ذاتُ مالٍ"؟

فالقول: أن الياءين تُفارقانِ التاء في هذا، ألا ترى أن التاء فيها البناء على التأنيث نحو "شقاوةٍ وعبايةٍ"، والياءان ليسا كذلك؛ لأنك إذا نسبت لزمك أن تحذف التاء لمعاقبتها الياءين ثم تلحق الياءين فإذا حفتها بقى الاسم على حرفين: أحدهما حرفُ لين، وإذا بقى على حرفين أحدهما حرف لين لم يصلح إلا أن يبلغ به ما تكون عليه الأسماء، ثم تلحق الياءين، والياءان إنما يلحقان بعد ما بقى الاسم على حرفين أحدهما حرف لين، فرد إليه اللام؛ ليزول بقاؤه على حرفين، ثم وقعت الإضافة إليه بعد ذلك.

بذلك على ذلك أن الذي يقول: "سقايةٌ" لا يقول إلا [سقائي وعبائيٌّ] أو لا ترى أنه لم يبن الاسم على ياءي الإضافة كما بنى على التأنيث في "سقايةٍ"، فأما من قال في "شقاوةٍ": "شقاويٌّ" فليس أنه بنى الاسم على الياءين، ولكنه على من قال في "عطاء": "عطاويٌّ".

يدلك على ذلك أنه لا يقول في عبايةٍ إلا "عبائيُّ" بالهمز.

فإن قيل: إذا جاء في الكلام مثل "كُرْسيٌّ" ونحوه مما لا يثبت فيه الاسم بلا ياءي نسب، ثم نسب إليه، فهلا جاز أن يجيء الاسم مبنياً على الياءين كما جاز أن يبنوه على الياء في "شقاوةٍ وعبايةٍ"، وهلا كان ذلك في الياءين أولى؛ لأنه يكسر عليهما الاسم في نحو "كراسيٌّ"، والتاء لا يكسر الاسم عليها على حال؟

<<  <  ج: ص:  >  >>