للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: انقلبت في الجمع بالواو ياء كما انقلبت في الجمع بالتاء في "حُبْلَيَاتٍ" ياء، وإنما حذفت لالتقاء الساكنين كما حذفت الياء في "قاضٍ" لالتقائهما.

قيل لك: ذلك فاسد ألا ترى أنك لو قلبتها ياء، ولم [تدعها] ألفاً لكسرت ما قبل الياء في موضع الجر والنصب كما يفعل ذلك بـ "قاضين" ولم نفتحه، فلما قلت في الجر والنصب "حُبْلَيْنَ" ففتحت دل الفتح أنه قبل ألف، وإذا كان قبل ألف ثبت أن الألف لم يلحقها القلب إلى الياء، فإذا لم يلحقها القلب إلى الياء كانت ثابتة، وإذا كانت ثابتة لم يجز دخول الواو عليها للجمع في "حُبْلَوْنَ".

وقيل: إن هذه العلامة للتأنيث في الواحد كما أن "حمراء" هذه العلامة فيها له، فكما اجتمعا في الثبات في القلب في الجمع بالألف والتاء مع أن علامة التأنيث لا تثبت مع الألف والتاء دل ذلك على خروجهما من التأنيث، فلما خرجا منه بثباتهما في الجمع مع الألف والتاء، وخرج "ورقاء" منه لثباتها مع الواو النون في الجمع، نحو: "ورقاوون" وجب أن يخرج "حُبْلَى" أيضاً منه في حال الجمع بالواو والنون: اسم رجل كما خرجت "ورقاء" منه فكما جاز أن تقول: "ورقاوونَ" فتقلب الهمزة واواً جاز أن تقول "حُبْلَوْنَ" فتقدر بالألف غير التأنيث وإن لم تقلبها ياء كما قلبتها في

<<  <  ج: ص:  >  >>