للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث عكراش: (أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بإبل من صدقات قومه كأنها عروق الأرطي) قال أبو منصور: عروق الأرطي طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثبرت من الثرى حمرا مكتنزة ترف، يقطر منها الماء، شبه للإبل في اكتنازها وحمرة ألونها بها، قال: والظباء وبقر الوحش تجيء إليها في حمار القيظ فتستثيرها من مساربها، وتترشف ماءها فتجزأ بها عن ورود الماء، قال ذو الرمة يصف ثورا يحفر أصل أرطاة ليكنس فيه من الحر:

توخاه بالأظلاف حتى كأنما ... يثير الكباب الجعد عن متن محمل

المحمل: حمالة السيف وهي تسوى من الأدم الأحمر، شبه حمرة عروق الأرض بحمرتها، وفي الحديث: (أنه تناول عرقا ثم صلى، ولم يتوضأ) العرق وجمعه عراق نادر، وهو العظام التي يقشر عنها معظم اللحم، وتبقى عليها بقية، يقال: عرقت العظم واعترقته /وتعرقته، إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك.

وفي الحديث: (فخرج رجل على ناقة ورقاء، وأنا على رجلي فاعترقتها حتى آخذ بخطامها) يقال: عرق في الأرض إذا ذهب، وجرت الخيل عرقا أي طلقا، ومن رواه بالغين أراد متى تقدمها، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (تجشمت إليك عرق القربة) قال الكسائي: عرق القربة أن يقول نصبت لك، وتكلفت حتى عرفت كعرق القربة، وعرقها سيلان ما بها، وقال أبو عبيد: تكلفت إليك ما لم يبلغه أحد حتى تجشمت ما لا يكون، لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>