للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث: (أنه كان في سفر فاعتشى في أول الليل) أراد أنه سار وقت العشاء منا يقال: استحر إذا خرج سحرة، وابتكر إذا خرج بكرة.

وقال الأزهري صوابه فأعفى أول الليل، وفي الحديث: (احمدوا الله الذي /رفع عنكم العشوة) قال شمر: العشوة: الظلمة، وأن تركب أمرا بجهل لا تعرف وجهه، مأخوذ من عشوة الليل، يقال: أوطأته العشوة، والعشوة أي غرزته وحملته على دفينة شر له، والأصل في ذلك أن تحمله على إيطاء مالا يبصره فربما تردى في بئر أو وطئ هامة، وفي الحديث: (فأخذ عليهم بالعشوة) أي السواد من الليل، ومن أمثالهم هو يخبط خبط عشواء، يضرب مثلا للسائر الذي يركب رأسه، ولا ينظر في العاقبة، كالبعير العشوان وهو الذي لا يبصر بالليل فهو يخبط بيديه كلما مر به.

[باب العين مع الصاد]

[(عصب)]

قوله تعالى: {يوم عصيب} أي شديد، قد عصب شره وكذلك يوم عصبصب، وقوله تعالى: {ونحن عصبة} أي جماعة يتعصب بعضهم لبعض ومنه الحديث: (ثم يكون في آخر الزمان أمير العصب) العصب جمع عصبة، ويقال: هي من العشرة إلى الأربعين، وقال الأخفش: العصبة والعصابة جماعة ليس لها واحد، والعصبة: نبات يتلوي وينطوي على الشجر وهو اللبلاب، ومنه حديث الزبير- رضي الله عنه- (أنه لما أقبل نحو البصرة

<<  <  ج: ص:  >  >>