للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو الأبيض الرجلين، فإذا اتفق أبو عمرو وأبو عبيد وابن السكيت، وحكوه عن العرب ثم اعترض معترض باختراعه، واستخراجه كان ذلك غير مقبول، لأنه إ، قبل بطلت اللغة وفسدت الرواية، وقول أبي عبيد /صواب، لأن رجلي الطائر بمنزلة اليدين، والرجلين لذوات الأربع ورجلاه بيديه أشبه منهما بجناحيه، الدليل على ذلك أن العرب تشبه الرجلين بالجناحين ولا تشبه اليدين بهما فيقولون جاء عبد اله طائرا في جناحيه أي مسرعا على رجليه، فجعلوا الرجلين للإنسان كالجناحين للطائر، والعرب تقول: إنه لغليظ المشفر فسموا الشفة مشفرا، وإنما المشفر للبعير، كما اليد للطائر بأعجب من المشفر للإنسان، وقالوا: إنه لغليظ الجحافل، وجاء فلان متشقق الأظلاف، وقالوا: لوى عذاره عني إذا غضب، وقالوا: إنه لعريض البطان، وقالوا: حرك خشاش الرجل، وقدم فلان البلد فغرر ذنبه فما يبرح، وما زال يفتل منه في الذروة والغارب، فجعل أبو عبيد للطائر اليدين كهذه الأشياء، وقال الأزهري: جاء هذا مفسرا في حديث آخر قال: (بينما نحن مع عمرو بن العاص فدخلنا شعبا، فإذا نحن بغربان وفيها غراب، أحمر المنقار والرجلين، فقال عمرو: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخل الجنة من النساء إلا قدر هذا الغراب في هؤلاء الغربان) قال: والعرب تجعل البياض حمرة، فتقول للمرأة البيضاء حمراء، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة- رضي الله عنها- يا حميراء ومنه قيل للأعاجم حمر لغلبة البياض على ألوانهم، وفي الحديث: (فإذا جد بني عامر جمل آدم يقيد بعصم) /العصم يكون جمع عصام وهو رباط كل شيء، ويكون العصم ما تبقى من آثار البول على أفخاذ الإبل وهو العصيم أيضا وصفه بالخصب في المرعى.

[(عصو)]

في الحديث: (لا ترفع عصاك عن أهلك) كأنه أراد الأدب، ولم يرد

<<  <  ج: ص:  >  >>