للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(عمر)]

قوله تعالى جده {لعمرك} أقسم بحياة محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمر والعمر واحد، فإذا استعمل في القسم فالفتح لا غير تقول عمرك الله أي أسأل الله تعميرك ورفع قوله لعمرك، لأنه ابتداء محذوف الخبر المعنى لعمرك ما أقسم به، وقال أبو الهيثم: النحويون ينكرون هذا ويقولون أريتك الذي يعمر وأنشد:

أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان

أي عبادتك الله فنصب.

وقوله تعالى: {واستعمركم فيها فاستغفروه} قال ابن عرفة: أي أطال أعماركم، وقال غيره: أي جعلكم عمارها، ويقال: أعمرته الدار أي جعلتها له عمره، وهي العمرى التي جاء في الحديث: إناه لمن أعمرها.

وفي الحديث: (لا تعمروا ولا ترقبوا) قال أبو بكر: العمري أن يسكنه دارا عمره والرقبى أن يكون بهما نقي بعد صاحبه فكأنه كل واحد منهم يرقب يوم صاحبه.

وقوله / تعالى: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} قال الفراء من عمر آخر، قال: وهذا مثل قولهم أعطيتك درهما ونصفه يعني نصف آخر فيقول: لا تستوي أعمار الناس ينقص هذا ويزاد هذا وقال غيره: يريد أنه كتب له من العمر مقدار فكلما عمر يوما نقص ذلك اليوم من عمره.

وفي الحديث: (أنه بايع رجلا من الأعراب وخيره بعد البيع فقال له رجل عمرك الله من أنت) وفي رواية: (عمرك الله بيعا) قال الأزهري: أراد

<<  <  ج: ص:  >  >>