للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(غرر)]

قوله تعالى: {ولا يغرنكم بالله الغرور} يعني الشيطان يغر الناس بالتمنية والمواعيد الكاذبة، وقال ابن عرفة: الغرور ما رأيت له ظاهرا تحبه، وفيه باطن مكروه أو مجهول، والشيطان غرور، لأنه يحمل على محاب النفس، ووراء ذلك ما يسوء قال: ومن هذا بيع الغرر وهو ما كان له ظاهر بيع يغر وباطنه مجهول.

وقوله تعالى: {متاع الغرور} أي يغر ظاهرها وفي باطنها سوء العاقبة، وقال الأزهري: بيع الغرر ما كان على غير عهدة ولا ثقة: قال ويدخل فيها البيوع التي لا يحيط بكنهها المتبايعان.

وفي حديث مطرف (إن لي نفسا واحدة، وإني أكره أن أغرربها)، أي أحملها على غير ثقة.

وفي الحديث (المؤمن غر كريم) أي ليس بذي نكراء ينخدع لانقياده ولينه وقد غررت تغر غرارة، وضد الغر الخب، يقال فتى غر وفتاة غر والجمع غرار.

ومنه حديث ظبيان (أن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها وكهول الناس وأغمارها، ورؤوس الملوك وغرارها).

وفي حديث عمر رضي الله عنه (أيما رجل بايع آخر على غير مشورة فإنه لا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا) يقول: لا يبايع إلا بعد اجتماع الملأ من أشراف الناس على بيعته ومؤامرة بعضهم بعضا في أمره ثم قال: (ومن بايع من غير اتفاق من الملأ لم يؤمر واحد منهما تغريرا بذم المؤمر منهما لئلا يقتلا أو أحدهما) ونصب تغرة لأنه مفعول له، وإن شئت مفعول من أجله، ومعنى قوله (أن يقتلا) أي حذارا أن يقتلا، أسمعنيها الأزهري.

<<  <  ج: ص:  >  >>