للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنى قوله: (فأقم وجهك) أي: اتبع الدين القيم الذي فطر خلقه عليه وقيل: الفطرة الخلقة التي يخلق المولود عليها في رحم أمه.

وفي الحديث: (كل مولود يولد يولد على الفطرة) قال ابن المبارك: أي: علي ابتداء الخلقة في علم الله مؤمنا أو كافرا قال أبو الهيثم: يعني على الخلقة التي فطر عليها في الرحم من سعادة وشقاوة فأبواه يهودانه في حكم الدنيا.

وفي الحديث: (أنه سئل عن المذي فقال: ذاك الفطر) هكذا رواه أبو عبيد ورواه النضر بن شميل (الفطر) بضم الفاء، قال أبو عبيد: سمي فطرا؛ لأنه شبه بالفطر في الحلب: يقال: فطرت الشاة أفطرها وهو الحلب بأطراف الأصابع فلا يخرج اللبن إلا قليلا، يقال: مازلت أفطر الناقة حتى اشتكيت ساعدي، وكذلك المذي يخرج قليلا قليلا، قال أبو جبير: يقال: أمنى وأفدى وأودى وتجوز كلها بطرح الألف قال: والفشل مثل الودى والسرعاء: ما يخرج قبل المني وهو المذي وقال النضر: الفطر: مأخوذ من تفطرت قدماه إذا سالتا وقال غيره: أصله الشق، تفطرت قدماه إذا انشقت ومنه أخذ فطر الصائم وإفطاره وهو شقه صومه بالفطور والله تعالى فاطر السموات والأرض؛ لأنهما كاتنا رتقا ففتقهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>