للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أضحوا لعب الدهر بهم .... وكذاك الدهر يودي بالرجال

فجعل الهلاكة إياهم لعبا.

والثالث: وهو الذي أذهب إليه أن يكون المعنى فإن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فسمي فعل الله مللا وليس بملل، وهو في التأويل على جهة الازدواج، وهو أن يكون إحدى اللفظتين موافقة للأخرى، وإن خالفت معناها كما قال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} معناه: فجاوزه على اعتدائه فسماه اعتداء هو عدل لتزدوج اللفظة الثانية مع الأولى.

ومنه قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا .... فنجهل فوق الجهل الجاهلينا

أراد فنجازيه فسماه جهلا، والجهل لا يفخر به ذو عقل ولكنه على المذهب الذي وصفناه.

[(ملا)]

قوله تعالى: {إنما نملي لهم} أي: نطيل لهم المدة: يقال: أقام ملاوة من دهر حينا.

ومنه قوله تعالى: {أمليت لها} أي: أمهلت وأخرى، وقال أبو بكر في قوله: {إنما نملى} اشتقاقه من الملوة وهي المدة والزمان، ومنه قوله: أليس

<<  <  ج: ص:  >  >>