للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقال: ترب الرجل: إذا افتقر، وأترب: إذا استغنى.

وفي الحديث: (عليك بذات الدين تربت يداك) قال أبو عبيد: نرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر، ولكنها كلمة جارية على ألسنة العرب، يقولونها وهم لا يريدون وقوع الأمر.

وقال ابن عرفة: أراد: تربت يداك/ إن لم تفعل ما أمرتك.

وقال أبو بكر: معناه: لله درك إذا استعملت ما أمرتك به واتعظت بعظتي. قال: وذهب بعض أهل العلم إلى أنه دعاء على الحقيقة.

وقوله عليه السلام في حديث خزيمة: (انعم صباحًا تربت يداك) يدل على أنه ليس بدعاء عليه، بل هو دعاء له وترغيب في استعمال ما تقدمت الوصاة به، ألا تراه قال: (انعم صباحًا) ثم عقب (بتربت يداك)، والعرب تقول: لا أم لك، ولا أب لك، يريدون: لله درك، ومنه قول الشاعر:

هوت أمه ما يبعث الصبح غاديًا .... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب

أبي: أي رجل يبعثه الصبح وأي رجل حتى يرجع إلى بيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>