للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: أقيموا على جهادكم عدوكم بالحرب وارتباط الخيل.

والثاني: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من: (إسباغ الوضوء في المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ألا فذلكم الرباط) جعل هذه الأعمال مثل مرابطة الخيل بجهاد أعداء الله.

وقوله تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} وفي قراءة عبد الله: {وَمِنْ رِبطِ الْخَيْلِ}، يقال: رباط وأربطة، ثم ربط، وهو ما ارتبط من الخيل بالفناء للقتال، الواحد ربيط، يقال: رابطت البعير إذا لزمت الثغر.

قال القتيبي: المرابطة: أن يربط هؤلاء خيولهم، وهؤلاء خيولهم، في ثغر كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطا، ويقال ربط لذلك الأمر جأشا، أي صبر نفسه وحبسها عليه.

وقوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} الربط على القلب إلهام الله تعالى وتشديده وتقويته.

ومنه قوله: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا} أي: ألهمناهم الصبر.

وفي الحديث: (ألا فذلكم الرباط) يريد أن المواطنة على الصلوات كالجهاد، يقال رابطت إذا لازمت الثغر، والرباط أيضا اسم لما يربط به الشيء.

وفي الحديث: (إن ربيط بني إسرائيل) أي زاهدهم وحكيهم الذي ربط نفسه عن الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>