للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن أمرهم/ مشكك يفارق التعارف، وقد أرابني أي: شككني وأوهمني الريبة، فإذا استيقنته، قلت: رابني، بغير ألف، قال الشاعر:

أخوك الذي إن ربته قال: إنما .... أربت، وإن عاتبته لأن جانبه.

أي: إن أصبته تحادثه، قال: أربت، أي: أوهمت، ولم تحقق على سبيل المقاربة، وقال الفراء: راب وأراب بمعنى واحد.

وفي حديث أبي بكر: (أنه قال: لعمر رضي الله عنهما: (عليك بالرائب من الأمور، وإياك، والرايب منها).

قال أبو العباس: هذا مثل، أراد: عليك بالصافي الذي ليس فيه شبهة ولا كدر، وإياك والرايب أي: الأمر الذي فيه شبهة وكدر، قال: واللبن إذا أدرك وختر فهو رائب، وإن كان فيه زبده فإذا أخرج منه زبده فهو رائب، أيضًا: وقال غيره: معنى قوله: عليك بالرائب من الأمور، يقول: تفقدها، ولا تغفلها، وانفضها عن الريبة وغيرها إلى الصلاح، ومعنى قوله: وإياك والرائب منها.

حديثه الآخر: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).

وفي حديث عمر- رضي الله عنه - (مكسبه فيها بعض الريبة - خير من المسألة) قال القتيبي: فيه بعض الشك: أحلال أم حرام؟

وقوله تعالى: {نتربص به ريب المنون} أي: حوادث الدهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>