للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

جاءت واسمها مستتر فيها عائد على معنى ما، والتقدير أية حاجة صارت حاجتك وما مبتدأ والجملة بعده خبر (١).

وأما قعدت كأنها حربة، فأصل التركيب الوارد من كلام العرب: أرهف شفرته حتّى قعدت كأنها حربة أي حتى صارت، فاسم قعد ضمير الشفرة وخبرها كأنها حربة.

واعلم أن جاء بمعنى صار وقعد أيضا لم يستعملا من هذا الباب إلا في الموضعين المذكورين ومن ثم لم يتصرفا فلا يستعملان إلا بلفظ المضي لا غير لأنهما جريا مجرى المثل والأمثال لا تغير عما وضعت عليه.

وقد نقل الشيخ عن بعضهم: أن جاء تستعمل بمعنى صار في غير المثل المذكور مستدلا بقولهم: جاء البرّ قفيزين وصاعين، ورد ذلك بأن قفيزين وصاعين منصوبان على الحال (٢).

والفراء يرى أيضا اطراد قعد بمعنى صار (٣) كما نبه على الخلاف في ذلك المصنف بقوله: والأصحّ أن لا يلحق بها آل ولا قعد مطلقا.

أما آل فقد عرفت أنه ذكرها في جملة الملحقات بصار [٢/ ١٧] لكنه اختار بعد ذلك أنها لا تعد من هذا الباب فلا تكون ملحقة بصار. وما استشهد به من أنها من أفعال هذا الباب، وهو قول الشاعر: ثم آلت لا تكلمنا ... يمكن الجواب عنه بأن آلت بمعنى حلفت ولا تكلمنا جواب القسم.

وأما قعد فالمنقول عن الفراء أنه يرى استعمال قعد بمعنى صار مطردا وجعل منه -


(١) في كتاب سيبويه (١/ ٥٠): ومثل قولهم: من كان أخاك قول العرب ما جاءت حاجتك كأنه قال: ما صارت حاجتك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث كانت الحاجة كما قال بعض العرب من كانت أمك حيث أوقع من على المؤنث. وإنما صير جاء بمنزلة كان في هذا الحرف وحده لأنه بمنزلة المثل ... ومن يقول من العرب ما جاءت حاجتك (بالرفع) كثير كما يقول: من كانت أمك.
(٢) انظر التذييل والتكميل (٤/ ١٦٤) وانظر في المثل شرح الرضي على الكافية (٢/ ٢٩٢). وفي قوله: إن قفيزين وصاعين منصوبان على الحال قال الرضى: ليس بشيء لأنه لا يراد أن البر جاء في حال كونه قفيزين ولا معنى له.
(٣) في معاني القرآن للفراء (٢/ ٢٧٤) عند تفسير قوله تعالى: لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً [الفرقان: ٧٣] جاء قوله: يقال إذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأولى كأنهم لم يسمعوه فذلك الخرور وسمعت العرب تقول: قعد يشتمني وأقبل يشتمني وأنشدني بعض العرب: لا يقنع الجارية الأبيات الآتية في الشرح.
قال الفراء: يقال لموضع المذاكير ركب، ويقصد كقولك يصير.

<<  <  ج: ص:  >  >>