للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أي كان الرجم فريضة الزنا.

قال ابن عصفور بعد إيراد الأقسام (١): وينبغي أن تعلم أن ضمير النكرة يعامل في باب الإخبار معاملة النكرة وذلك أن تعريفه إنما هو لفظي ألا ترى أنك إذا قلت:

لقيت رجلا فضربته على أنك إنما تعني بالضمير الرجل المتقدم الذكر وأن الملقى هو المضروب وأما أن يعلم من هو في نفسه فلا فلما علم من يعني به كان معرفة من هذا الطريق وأيضا فإنه ينوب مناب تكرار الظاهر. والظاهر إذا كرر كان بالألف واللام فلما ناب مناب معرفة بالألف واللام كان هو معرفة فإذا ثبت أن تعريفه لفظي والإخبار عن النكرة كما تقدم في باب الابتداء إنما امتنع من طريق معناها لا من طريق لفظها (٢) جرى ضمير النكرة مجرى النكرة وإن كان معرفة في اللفظ على ما مر آنفا.

فإن جاء شيء من الإخبار بالمعرفة عن ضمير النكرة فبابه الشعر ومن ذلك قول الشاعر:

٧٢٦ - أسكران كان ابن المراغة إذ هجا ... تميما بجوف الشّام أم متساكر (٣)

فأخبر بابن المراغة عن ضمير السكران وهو من المقلوب.

ألا ترى أن المعنى على الإخبار عن ابن المراغة بالسكران كأنه قال: أكان ابن -


- وانظر الرواية الثانية وبحثا لطيفا في كتاب الإنصاف (١/ ٣٧٣).
والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ١٩٧) وفي شرح الجمل (١/ ٣٨٩) وفي معجم الشواهد (ص ٣٧٢).
(١) انظر شرح الجمل له (١/ ٣٨٩) وهو بنصه.
(٢) سبق من هذا التحقيق.
(٣) البيت من بحر الطويل وهو للفرزدق كما ذكرت مراجعه (كتاب سيبويه: ١/ ٤٩) ولم أجده في ديوانه وهو في الهجاء والزجر.
اللغة: ابن المراغة يقصد به جريرا. والمراغة: هي الأتان التي لا تمنع عن الفحول. المتساكر: المدعي السكر.
الشاهد فيه قوله: «أسكران كان ابن المراغة» وفيه ثلاثة أعاريب:
١ - رفعهما وزيادة كان وعطف متساكر على سكران عطف مفردات.
٢ - نصب الأول خبرا لكان ورفع الثاني اسما لها وعطف متساكر عطف جمل بتقدير مبتدأ.
٣ - رفع الأول ونصب الثاني وهو موضع الشاهد على أن يكون ضمير النكرة هو الاسم والمعرفة هي الخبر وذلك ضرورة. مغني اللبيب (١/ ٤٩٠) والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ١٩٢) وفي معجم الشواهد (ص ١٥٥) وفي شرح الجمل (١/ ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>