للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

«هذا ليس بجيد لأنه لم يستغن به عن الخبر بل لا بد من تقدير الخبر ضرورة أن كلّ محكوم عليه لا بدّ من محكوم به».

والجواب: أن معنى قول المصنف في الاستغناء به عن الخبر الاستغناء به عن ذكر الخبر لا عن تقديره فإن التقدير لا بد منه كما أن خبر لا الذي نظر به لا بد من تقديره.

ثم إن حذف خبر ليس لا شك أنه وارد كما في الأمثلة المتقدمة وقد ذكر غير المصنف ذلك مستشهدا ببعض ما

استشهد به هو، غير أنهم نصوا على أن ذلك ضرورة وقليل.

والمصنف ليس في كلامه تعرض للكثرة ولا للقلة، غير أنه ربما يعطي جواز ذلك في الكلام والظاهر خلافه.

وقد قال ابن عصفور (١): «وإن كلّا من الجزأين في هذا الباب لا يجوز حذفه اختصارا ولا اقتصارا. قال:

أما المرفوع: وإن كان مبتدأ في الأصل والمبتدأ قد يجوز حذفه لفهم المعنى لأنه لما ارتفع بالفعل صار يشبه الفاعل والفاعل لا يحذف فكذا ما أشبهه.

وأمّا المنصوب: مع أنه إذا نظرت إلى أصله وهو الخبر فحذفه جائز لفهم المعنى وإن نظرت إلى لفظه الآن وهو أنه يشبه المفعول والمفعول يجوز حذفه فيجوز حذف ما أشبهه فلأنه أي المنصوب قد صار عوضا من المصدر ولذلك لا يجوز كان زيد قائما كونا (٢) كراهة الجمع بين العوض والمعوض عنه ولولا أنّه عوض لجاز التصريح بالمصدر فلما صار الخبر عوضا من المصدر صار كأنه من كمال الفعل وكأنه جزء من أجزائه فلم يحذف الخبر لذلك، وقد يحذف في الضّرورة نحو قوله:

٧٤٥ - لهفي عليك للهفة من خائف ... يبقى جوارك حين ليس مجير (٣)

-


(١) انظر شرح الجمل له (١/ ٤١٠) وما بعدها.
(٢) أجازه السيرافي.
(٣) البيت من بحر الكامل قال صاحب الحماسة (٢/ ٩٥٠) إنه للتيمي عبد الله بن أيوب شاعر مولد مدح الفضل بن يحيى، وهو في بيت الشاهد يرثي منصور بن زياد أحد وجوه الدولة العباسية وبعده:
أمّا القبور فإنّهنّ أوانس ... بجوار قبرك والدّيار قبور
وقيل إنه لشمردل الليثي (معجم الشواهد ص ١٦٩) وهو شاعر معاصر لجرير والفرزدق.
الإعراب: لهفي عليك: مبتدأ وخبر. للهفة: لامه للتعليل. وجملة ليس مضافة إلى حين.
وشاهده: حذف خبر ليس والاقتصار على اسمها ولو ذكره لقال: ليس في الدنيا مجير.
وروي البيت: يبقى جوارك حين لات مجير ويخرج عن هذا الشاهد إلى شاهد آخر وهو رفع لات لاسم -

<<  <  ج: ص:  >  >>