للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأما زيادتها في الحال المنفية فنادر.

فأما الكثير من الأخبار: فخبر ليس وما فمثال ذلك في ليس قوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ (١). ومثاله في قوله تعالى: وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢).

قال المصنف: «وقلت في الخبر المنفي ولم أقل في خبر ليس ليعلم أن الخبر [٢/ ٧٠] الموجب بعد ليس وغيرها لا تدخله الباء». انتهى (٣).

وأما القليل ففي مواضع، منها: خبر فعل ناسخ منفي، كقول الشاعر:

٨٣٨ - وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل (٤)

ومثله قول الآخر:

٨٣٩ - دعاني أخي والخيل بيني وبينه ... فلمّا دعاني لم يجدني بقعدد (٥)

-


(١) سورة الزمر: ٣٦.
(٢) سورة هود: ١٢٣.
(٣) شرح التسهيل (١/ ٣٨٢).
(٤) البيت من بحر الطويل للشنفرى الأزدي وهو من القصيدة المشهورة عند النقاد بلامية العرب والتي مطلعها:
أقيموا بني أمّي صدور مطيّكم ... فإنّي إلى قوم سواكم لأميل
انظرها في كتاب (موسوعة الشعر العربي ص ٥٧).
والشاعر يفتخر بقناعته وعفته يقول: إنه حين يجتمع مع جماعة على أكل لم يكن السابق إليه لأنه لا يسبق إلا النهم الحريص.
والشاهد فيه: زيادة الباء في خبر مضارع كان المنفية حملا على زيادتها في ليس وما.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٢)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣٠٨) وفي معجم الشواهد (ص ٢٧٩).
(٥) البيت من بحر الطويل من قصيدة مشهورة لدريد بن الصمة وهي من أجود القصائد في الرثاء يرثي فيها أخاه عبد الله، وكان قد خرج بقومه ومعه أخوه دريد فوقعت بينهم وبين عدوهم معركة قتل فيها عبد الله فرثاه أخوه بهذه القصيدة، ومطلعها:
أرثّ جديد الحبل من أمّ معبد ... بعافية أم أخلفت كلّ موعد
ارجع إليها إن شئت في موسوعة الشعر العربي (ص ٥٩٥).
والقعدد: بضمتين وبفتحتين وبضم وفتح: وهو الجبان اللئيم القاعد عن المكارم والفضل وهو الخامل أيضا.
والشاهد في البيت قوله: لم يجدني بقعدد حيث زاد الباء في خبر الفعل الناسخ وهو المفعول الثاني لوجد التي من أخوات ظن.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٣) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣٠٨) وفي معجم الشواهد (ص ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>