للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (١)، قرئ بالفتح على تقدير لام العلة وبالكسر على أنه تعليل مستأنف (٢) مثل: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (٣)، وإذا وقعت بعد «واو» مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه نحو: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (٤) قرئ بالكسر إما على الاستئناف أو العطف على جملة «إن» الأولى، وبالفتح بالعطف على «أن لا تجوع» (٥). وإذا وقعت بعد «حتى»، قال: فيختص بالكسر بالابتدائية نحو: مرض حتى إنهم لا يرجونه والفتح بالجارة [٢/ ١٠٧] والعاطفة نحو: عرفت أمورك حتى أنك فاضل، وإذا وقعت بعد «أما» نحو: أما أنك فاضل قال: فالكسر على أنها حرف استفتاح بمنزلة ألا والفتح على أنها بمعنى أحقّا، وإذا وقعت بعد «لا جرم» (٦).

والذي يظهر أنه لا استدراك على المصنف في القسم الأول لأن الواقعة بعد حيث و «إذا» والموصوف يصدق عليها أنها مبتدأة، إذا لا تعلق لها بما قبلها من حيث العمل، أما في الواقعة بعد الموصوف فظاهر. وأما الواقعة بعد «حيث» و «إذ» فكذلك، وإن كانت «حيث وإذ» مضافتين لأن الإضافة إنما هي إلى الجملة بتمامها ولا يؤثر في الجملة عمل عامل، أعني في لفظها واذا كانت مبتدأة أي: مبدوءا بها في هذه المواضع، فهي مندرجة في قول المصنف: كسرت مبتدأة (٧).

على أنا نقول: إن المصنف لم يلتزم استيفاء المواضع في الأقسام الثلاثة، ولا يلزمه ذلك، بل لا يلزمه التعرض إلى شيء منها لأنه ذكر الضابط للمواضع الثلاثة وإذا كان كذلك فيصير الأمر موكولا إلى الناظر. وعبارته في الكتاب تشعر -


(١) سورة الطور: ٢٨.
(٢) ينظر الكشاف (٢/ ٤١٤)، وتفسير الجلالين (٤٨٧).
(٣) سورة التوبة: ١٠٣.
(٤) سورة طه: ١١٨، ١١٩.
(٥) ينظر إملاء ما من به الرحمن (٢/ ١٢٨)، والحجة لابن خالويه (٢٤٧)، والمقتضب (٢/ ٣٤٢).
(٦) أوضح المسالك (١/ ٨٨ - ٩١)، ولم يذكر ابن هشام هذه المواضع التي استدركها على المصنف في هذا القسم في شذور الذهب.
(٧) هذا الاعتبار الذي اعتذر به الشارح هنا عن المصنف اعتذر بمثله معظم شراح الألفية وشراح مصنفات ابن مالك كابن عقيل وغيره يقول ابن عقيل في اعتذاره عن المصنف في مثل ذلك: ولا يرد عليه شيء من هذه المواضع لدخولها تحت قوله: «فاكسر في الابتداء» لأن هذه إنما كسرت لكونها أول جملة مبتدأ بها. اه. شرح ابن عقيل (١/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>