للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الواو بمعنى «مع» في مواضع لا يصلح فيها العطف، وفي مواضع يصلح فيها، والمواضع التي لا يصلح فيها العطف على ضربين: -

أحدهما: ترك فيها العطف لفظا ومعنى.

والثاني: استعمل فيها العطف لمجرد اللفظ كاستعمال النعت على الجوار، الأول قولهم: استوى الماء والخشبة، وما زلت أسير والنيل، ومنه قول الشاعر:

١٦٣٩ - فكان وإيّاها كحرّان لم تفق ... ... (١)

البيت الذي تقدم إنشاده.

ومن الثاني قولهم: أنت أعلم ومالك أي أنت أعلم مع مالك كيف تديره، ومالك معطوف في اللفظ ولا يجوز رفعه على القطع وإضمار الخبر؛ لأن المال لا يخبر عنه «بأعلم» وشرط المبتدأ المضمر خبره أن يكون خبره مثل خبر المعطوف عليه، وأما وقوع الواو بمعنى «مع» في موضع يصلح للعطف فكثير، وفيه تفصيل يأتي إن شاء الله تعالى (٢). انتهى. والذي ذكره يظهر أنه الحق [٢/ ٤٨٧] لكن المنقول أن ما ذكره عن ابن جني هو قول الجمهور، وأنه محكي عن الأخفش (٣) وأنه قول السيرافي (٤) والفارسي ومختار الشلوبين (٥) وأتباعه كابن عصفور (٦) وابن الضائع، حتى قال ابن الباذش: يمتنع بإجماع أن يكون المفعول معه غير منقول من العطف (٧)، ونقل الشيخ عن صاحب البديع: تقول: جلست والسارية، -


(١) تقدم ذكره.
(٢) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٢٥١، ٢٥٢).
(٣) ينظر: الخصائص (١/ ٣١٣).
(٤) في: شرح السيرافي (٣/ ٦٥): «وإنما يذهب بالواو إلى معنى «مع» إذا كان فيه معنى غير العطف المحض، والعطف المحض: أن توجب لكل واحد من الاسمين الفعل الذي ذكر له من غير أن يتعلق فعل أحدهما بالآخر، كقولك: قام زيد وعمرو، إذا أردت أن كل واحد منهما قام قياما لا يتعلق بالآخر». اه.
(٥) ينظر: التوطئة (ص ٣٦٠) وفيه: «الاسم الذي ينتصب مفعولا معه إما واجب فيه ذلك نحو:
جلست والسارية، وصح انتصاب هذا على المفعول معه، وإن كان لا ينتصب مفعولا معه إلا ما كان في «الواو» فيه معنى العطف ... إلخ». اه.
(٦) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٣٦٥)، والمقرب (١/ ١٥٨).
(٧) ينظر: الجمل للزجاجي (ص ٣١٧)، والتذييل (٣/ ٤٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>