للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ما بعدها في اللفظ وهي بمعنى الباء متعلقة بأعلم (١).

قال الشيخ: وهذا أقرب لتفسير كلام سيبويه لأنه قال في الواو: تعمل فيما بعدها المبتدأ، يريد أنك تعطفه على «أعلم» فيعمل فيه ما عمل في أعلم وهو المبتدأ (٢)، هذا ما انتهى إليه الكلام في هذه المسألة، وقد قيل: إن «ومالك» خبر عن مبتدأ مقدر والتقدير: أنت أعلم وأنت ومالك فحذف المبتدأ، ثم حذفت الواو الداخلة لالتقائها مع الواو الأخرى، وعلى هذا يئول الأمر إلى عطف جملة على جملة (٣)، ولا يخفى ما في هذا الإعراب من التكلف وتقدير مستغنى عنه، مع أنه يؤدي إلى أن القصد هو الإخبار عن المخاطب بأنه أعلم من غيره، ثم الإخبار بأنه مع ماله، ولا يخفى أن هذا ليس بمراده، ثم إنه إنما يتأتى جعل «ومالك» خبرا عن «أنت» [٢/ ٤٩٥] المقدر إلا على رأي ابن خروف، كما يدعيه في «كل رجل وضيعته» (٤) وقد تقدم بيان ضعفه، وإما أن يكون «ومالك» مبتدأ والخبر محذوف فمنعه ظاهر (٥)، وقد تقدم في كلام المصنف قوله: (ومالك) معطوف في اللفظ ولا يجوز رفعه على القطع وإضمار الخبر؛ لأن المال لا يخبر عنه «بأعلم» وشرط المبتدأ المضمر خبره أن يكون خبره مثل خبر المعطوف عليه. ثم إن المصنف لما أتم كلامه على مسألة: أنت أعلم ومالك قال: وأما قولهم: أنت أعلم وعبد الله فيحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تكون الواو بمعنى «مع» وعطف بها في اللفظ مبتدأ حذف خبره وجوبا لوقوعه موقع المجرور بمع والاستطالة.

والثاني: أن تكون الواو لمجرد العطف وعبد الله مبتدأ محذوف الخبر جوازا، والتقدير: أنت أعلم بعبد الله وعبد الله أعلم بك، ثم دخله الحذف كما دخل في -


(١) ينظر رأي ابن طاهر في الارتشاف (٢/ ٢٨٧)، والتذييل (٣/ ٤٥٩).
(٢) التذييل (٣/ ٤٥٩، ٤٦٠).
(٣) نسب السيوطي هذا الرأي إلى ابن الضائع. ينظر: الأشباه والنظائر (٤/ ٧٠).
(٤) ينظر: الأشباه والنظائر (٤/ ٧٠)، فقد ذكر فيه السيوطي رأي ابن خروف.
(٥) ينظر: شرح الكافية للرضي (١/ ١٩٦)، حيث نسب هذا القول إلى عبد القاهر في تخريجه قولهم: أنت أعلم وربك فقال «وقال عبد القاهر: المعنى أنت أعلم وربك يجازيك؛ فهو عنده على حذف خبر المبتدأ من الجملة الثانية» اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>