للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأمّا قوله: وتعريفه - حينئذ - نادر أي حين يغني عن قوم، أو نسوة، واستشهاده بقول الشاعر:

١٩٣٨ - وليس يظلمني في أمر غانية ... إلّا كعمرو وما عمرو من الأحد (١)

فغير ظاهر، فإنّ (أحد) المعرّف في البيت هو (أحد) المختصّ بالنّفي، الدالّ على العموم، وليس بمعنى (قوم) ولا (نسوة) ولا شكّ أنّ (أحدا) المختصّ بالنفي لازم التنكير، ليفيد العموم، فكان الواجب أن يؤخّر قوله: وتعريفه نادر إلى أن يذكر (أحدا) ذاك، أعني الدالّ على العموم، مع النّفي.

وأمّا قوله: ولا تستعمل إحدى في تنييف وغيره دون إضافة فإنّ المصنف لم يتعرض إلى شرحه، قال الشيخ: «وبعضه وهم؛ لأنّ (إحدى) تستعمل في تنييف دون إضافة، فإنك تقول: إحدى وعشرون امرأة، وإحدى عشرة جارية، قال:

وإصلاح ذلك أن تقول: ولا تستعمل (إحدى) في غير تنييف، دون إضافة، فإنه حكم صحيح، قال الله تعالى: إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٢)، أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى (٣)، قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ (٤)، قال:

«ولها شرط في الإضافة، وهو: أنّها لا تضاف إلى العلم (٥).

وأمّا قول النّابغة (٦):

١٩٣٩ - إحدى بليّ وما هام الفؤاد بها ... إلا السّفاه، وإلا ذكرة حلما (٧)

-


(١) سبق تخريج هذا الشاهد.
(٢) سورة المدثر: ٣٥.
(٣) سورة البقرة: ٢٨٢.
(٤) سورة القصص: ٢٦.
(٥) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٢٤٤).
(٦) النابغة الذبياني، الشاعر الجاهلي المشهور، وهو زياد بن معاوية، نبغ في الشعر وهو كبير، تنظر ترجمته في الشعر والشعراء (١/ ١٦٣).
(٧) البيت من البسيط، وهو في ديوان النابغة (ص ٦١). اللغة: إحدى بلي: يريد أن سعاد من بلي، وبلي: حي من قضاعة. والمعنى: يذكر أنه لم يكلف بحبها إلا سفها منه، وتذكر منه كان من أجل رؤيتها في النوم؛ لأن الصبا لا يصلح له.
والشاهد فيه: إضافة (إحدى) في الظاهر، إلى (بلي) مع أنّها علم، وقد تؤول على حذف مضاف، والتقدير: إحدى نساء بلي.
ينظر الشاهد أيضا في: المساعد لابن عقيل (٢/ ٨٥)، والأغاني (١/ ٢٣)، والدرر (٢/ ٢٠٥)، والتذييل والتكميل (٤/ ٢٤٤)، وديوان شعراء النصرانية قبل الإسلام (ص ٧٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>