كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٢١١٢ - فقلت لها: لا تجزعي وتصبّري ... فقالت بحقّ: إنّني منك أصبر

فقلت لها: والله ما قلت باطلا ... وإنّي بما قد قلت لي منك أبصر (١)

إلّا أنّ قوله:

٢١١٣ - بل ما زوّدت منه أطيب

ليس فيه دليل على التقديم صريحا، لاحتمال أن يعلق «منه» بـ «زودت».

ومنها: شاهد حذف المفضول، إذا وقع خبرا، قال الشاعر:

٢١١٤ - فخرت بنو أسد بمقتل مالك ... فخرت بنو أسد عتيبة أفضل (٢)

أي: من الجماعة [٣/ ١٢٥] الذين قتلوا به، وقال آخر:

٢١١٥ - إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن ... سراج لنا إلّا ووجهك أنور (٣)

وقال آخر:

٢١١٦ - وما مسّ كفّ من يد طاب ريحها ... من النّاس إلّا ريح كفّك أطيب (٤)

-

(١) البيتان من الطويل ولم ينسبا لقائل بعينه. ومعناهما وضح وروي «أخبر» بدل «أبصر» في نهاية البيت الثاني.
والشاهد في قوله: «منك أصبر ومنك أبصر»؛ حيث تقدمت «من» ومجرورها على «أفعل» في غير الاستفهام. وذلك قليل وشاذ.
ينظر: المساعد على تسهيل الفوائد (٢/ ١٦٨)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧٠٩)، ومنهج السالك (ص ٤١٣).
(٢) هذا البيت من بحر الكامل وقائله هو مالك بن نويرة في ذؤاب بن ربيعة حين قتل عتبة بن الحارث بن شهاب وفخر بنو أسد بذلك مع كثرة من قتلت بنو يربوع منهم.
وقال المبرد بعد ذكر البيت: فإنما معناه: أفضل ممّن قتلوا.
والشاهد في البيت: قوله: «أفضل» استشهد به على حذف المفضول بعده لوقوعه خبرا.
ينظر الشاهد في: الكامل للمبرد (٢/ ٤٨)، والخزانة (٨/ ٢٤٦)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧١٥).
(٣) هذا البيت من الطويل ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد في قوله: «أنور»؛ حيث إنّه اسم التفضيل وقع خبرا وحذف بعده المفضول، والتقدير: أنور من غيره.
وينظر البيت في: معاني القرآن للفراء (٢/ ٨٣)، والزاهر لابن الأنباري (١/ ١٢٤)، وشرح القصائد السبع لابن الأنباري أيضا (ص ٤٦٧)، والأزهية للهروي (ص ٢٣٩)، والخزانة (٨/ ٢٤٤)، والدرر (١/ ٨٦).
(٤) هذا البيت من الطويل، ولم أقف على نسبة له لقائل معين. وهو بهذه الرواية في: الأزهية للهروي (ص ٢٣٩). والشاهد فيه: حذف المفضول بعد «أطيب» الواقع خبرا للعلم به، ينظر الشاهد أيضا في: شرح القصائد السبع الطوال (ص ٤٦٧)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧١٥).