للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[حد البناء وأنواعه]]

قال ابن مالك: (وما جيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه الإعراب وليس حكاية أو إتباعا أو نقلا أو تخلّصا من

[١/ ٧٤] سكونين فهو بناء.

وأنواعه: ضمّ وفتح وكسر ووقف).

ــ

أنتما ساحران تظاهرا.

وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «والّذي نفس محمّد بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا» (١).

قال ناظر الجيش: قصد المصنف بهذا الكلام ثلاثة أمور:

أحدها: ذكر حد البناء كما ذكر حد الإعراب.

ثانيها: تبيين أن هيآت أواخر الكلمة ليست محصورة في الإعراب والبناء، بل ثم أقسام أخر لا يصدق على هيآت أواخرها إعراب ولا بناء.

ثالثها: حصر هيآت أواخر الكلم فيما ذكره.

والأقسام التي تضمنها كلامه منطوقا ومفهوما ستة:

الإعراب والبناء، والحكاية، والإتباع، والنقل، والتخلص من السكونين.

وإنما قال: من شبه الإعراب لأن هيآت المبني من حركة أو سكون، وهيآت الأقسام الأربعة تشبه هيآت المعرب في الصورة.

وإنما الفرق بين هيآت المعرب وهيآت غيره: أن هيآت المعرب جيء بها لبيان مقتضى العامل وهيآت غيره لم يجأ بها كذلك.

قال المصنف: شبه الإعراب يعم البناء اللازم والعارض، والوارد منه بسكون كمن وقم ولن (٢)، وبفتحة كأين وذهب وسوف، وبكسرة كأمس وجير، وبضمة -


- وفي الشعر. وساحران خبر مبتدأ محذوف أي أنتما ساحران».
(١) الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل: (١/ ١٦٥) وهو في صحيح مسلم (١/ ٥٣) ونصه فيه:
«لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا ...» وبهذه الرواية لا شاهد فيه.
(٢) يشير إلى أن البناء على السكون يدخل أنواع الكلم الثلاث وكذلك ما بعده، وأما البناء على الكسر والضم فيدخل الاسم والحرف فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>