للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٢٩٧٧ - خمس ذود أو ستّ عوّضت ... منها مائة غير أبكر وأفال (١)

ويختص الناقص الدلالة بتعويض التنوين التنوين مما كان مضافا إليه فيبقى مع العوض على الحال الذي كان عليه مع المعوض منه من إعراب أو بناء، فالباقي على الإعراب كـ «كل» و «أي» في قوله تعالى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٢) وأَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٣)، والباقي على البناء نحو: يومئذ، وحينئذ، والأصل: يوم إذ كان أو يكون، وحين إذ كان أو يكون؛ فحذفت الجملة للعلم بها وعوض منها التنوين فبقي بناء «إذ» مع العوض كما كان مع الجملة، والتقى الساكنان: الذال والتنوين، فكسرت الذال لالتقاء الساكنين. وزعم الأخفش أن كسرة الذال كسرة إعراب نظرا إلى أن البناء كان من أجل الإضافة إلى الجملة فلما حذفت عاد الإعراب إلى إذ، لأنه الأصل (٤). ويبطل ما ذهب إليه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن من العرب من يفتح الذال فيقول: يومئذا ولو كانت الكسرة إعرابية لم تغن عنها الفتحة.

الثاني: أن المضاف إلى «إذ» قد يفتح في موضع الجر والرفع ففتحه في موضع الجر كقراءة نافع: ومن خزى يومئذ (٥)، ومن فزع يومئذ (٦) ومن عذاب يومئذ (٧)؛ بالفتح كقول الشاعر:

٢٩٧٨ - رددنا لشعثاء الرّسول ولا أرى ... كيومئذ شيئا تردّ رسائله (٨)

وفتحه في موضع الرفع كقول العرب من رواية الفراء: مضى يومئذ بما فيه، فلو كانت كسرة «إذ» إعرابية لم يبن ما أضيف إليه؛ لأن سبب بنائه إنما كان الإضافة إلى ما ليس معربا فبطل ما أفضى إلى القول بإعراب «إذ». -


(١) انظره في التذييل (٧/ ٢٣٣)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٥٠).
أبكر: جمع بكر وهو الفتي من الإبل. إفال: صغار الإبل مفرده أفيل.
(٢) سورة النمل: ٨٧.
(٣) سورة الإسراء: ١١٠.
(٤) انظر: الارتشاف (٢/ ٢٣٤).
(٥) سورة هود: ٦٦. وينظر: البحر المحيط (٥/ ٢٤٠).
(٦) سورة النمل: ٨٩، وانظر: البحر المحيط (٧/ ١٠٢)، والكشاف (٣/ ٣٠٥).
(٧) سورة المعارج: ١١، وراجع: البحر المحيط (٨/ ٣٣٤).
(٨) من الطويل. التذييل (٧/ ٢٣١، ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>