للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٣٣٦٩ - يا ربّ بيضاء من العواهج ... [أمّ] صبيّ قد حبا أو دارج (١)

ومثله قول الآخر:

٣٣٧٠ - بات يعشّيها بعضب باتر ... يقصد في أسؤقها وجائر (٢)

وحسن ذلك سهولة تأول المخالف بموافق كتأول «ويقبضن» بقابضات و «أثرن» بالمثيرات و «مخرج» بيخرج. ونبهت أيضا على جواز عطف الفعل الماضي على المضارع والمضارع على الماضي إذا كان زمانهما واحد نحو قوله تعالى: تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (٣) وإِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤). انتهى.

وعلم من قوله: إذا كان زمانهما واحدا [٤/ ١٧٦] أن قوله: (إن اتّحد جنس الأول والثاني بالتأويل) راجع إلى (المسألتين) (٥) أعني التعاطف بين الاسم والفعل والتعاطف بين الماضي والمضارع لأن الفعلين إذا اتحد زمانهما كان جنسهما متحدا.

قال ابن عصفور: ولا يجوز عطف الاسم على الفعل ولا الفعل على الاسم إلا في موضع يكون الفعل فيه في موضع الاسم أو الاسم في موضع الفعل. فالموضع الذي يكون فيه الاسم في موضع الفعل اسم الفاعل واسم المفعول اذا وقعا في صلة الألف واللام نحو: الضارب والمضروب فلذلك يجوز أن يعطف الفعل على الاسم هنا فتقول: جاءني الضارب وقام تريد الذي ضرب وقام.

وقام قال الله تعالى: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً (٦).

فـ (أقرضوا الله) معطوف على (المصّدّقين) كأنه قيل إن الذين تصدقوا وأقرضوا.

والموضع الذي يقع فيه الفعل في موضع الاسم أن يقع خبرا لذي خبر أعني خبرا لمبتدأ أو لكان وأخواتها أو لإن وأخواتها أو لما أو حالا لذي حال أو صفة لموصوف أو في -


(١) البيت من رجز الأشموني (٣/ ١٢٠) والتصريح (١/ ١٤٢، ٢/ ١٥٢)، والكافية الشافية (٤٩٧)، واللسان: درج، وعهج.
(٢) رجز - الأشموني (٣/ ١٢٠) والخزانة (٢/ ٣٤٥)، والشجري (٢/ ١٦٧)، واللسان: عشا، كهل، ومعاني الفراء (٢/ ١٩٨).
(٣) سورة الفرقان: ١٠.
(٤) سورة الشعراء: ٤.
(٥) انظر شرح الجمل: (١/ ٢٤٨).
(٦) سورة الحديد: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>