للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وزيادة هاء السكت كما قال ابن قيس:

وتقول سلمى وا رزيّتيه (١) انتهى.

وإنما قيد الياء الساكنة بقوله: (مضافا إليها المندوب)؛ ليعلم أن هذا الحكم الذي ذكره وهو الحذف إنما يكون إذا كان المضاف إلى الياء هو المندوب، فأما إذا كان المندوب مضافا إلى مضاف إلى الياء، فإن الياء تلزم؛ لأن المضاف إليها غير مندوب نحو أن يقال: واغلام أخي. ثم قد ذكر في الشرح أنه قد يقال: يا غلامياه.

والظاهر أن هذا مراده بقوله في المتن: (وقد تفتح) فعلمنا أن الياء الساكنة المضاف إليها المندوب لك فيها وجهان. الحذف وهو الكثير، وإثباتها مفتوحة وهو القليل وهذان الوجهان هما اللذان أشار إليهما في الألفية بقوله:

وقائل واعبديا واعبدا ... من في النّدا الياذا سكون أبدي

وقال في شرح الكافية: إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من أثبتها مفتوحة زيدت الألف ولم يحتج إلى عمل ثان؛ لأن الياء مهيأة لمباشرة الألف بفتحها. وإذا ندب على لغة من حذف الياء مكتفيا بالكسرة جعل بدل الكسرة فتحة وزيدت الألف، وإذا ندب على لغة من يبدل الياء ألفا حذفت الألف المبدلة وزيدت ألف الندبة كما يفعل بالمقصور وإذا ندب على لغة من يثبت الياء ساكنة جاز حذف الياء وفتحها (٢).

ثم نبه في هذا الكتاب - أعني شرح التسهيل - على أن من ندب على لغة من يثبت الياء مفتوحة إذا لم يأت بالألف له أن يسكن الياء وله أن يستصحب الفتحة ويزيد هاء السكت كما عرفت من كلامه.

واعلم أن الشيخ ذكر في شرحه أن حذف الياء الساكنة المضاف إليها المندوب هو مذهب المبرد (٣) وأن سيبويه ذهب إلى أنه لا يجوز في ندبة الاسم المضاف إلى ياء المتكلم في لغة من أسكنها في النداء إلا إثبات الياء (٤).

وقد ردّ على سيبويه بأن من سكن لا يحرك وهما لغتان على ما نص سيبويه، -


(١) تقدم قريبا فارجع إليه إن شئت، وانظر شرح التسهيل (٣/ ٤١٥).
(٢) شرح الكافية الشافية (٣/ ١٣٤٩).
(٣) المقتضب (٤/ ٣٣١).
(٤) الكتاب (٣/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>