للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

سهل فهو سهل، وجزل فهو جزل، ونظائرهما كثيرة، ومن استعمل القياس فيهما لعدم السماع فهو مصيب.

وأما البواقي: فمقصورة على السماع: كحمض فهو حامض، وحمق الإنسان فهو أحمق، وحسن فهو حسن، وخشن فهو خشن، وجبن فهو جبان، وفرت الماء - أي عذب - فهو فرات (١)، ووضؤ الرّجل فهو وضّاء» (٢)، أي: وضيء، وعفر فهو عفر، أي: ذو دهاء وشجاعة (٣).

وغمر فهو غمر، أي: جاهل (٤)، وجنب فهو جنب، وحصرت ذات اللّبن فهي حصور أي: ضاق مجرى لبنها (٥)» انتهى.

وهذه الأوزان التي ذكرها وهي ثلاثة عشر وزنا إنما هي صفات مشبهة في الاصطلاح (٦) وأسماء فاعلين في اللغة، وإذا أطلق اسم الفاعل على شيء منها في عبارة النحويين كان ذلك بطريق المجاز العرفي، لأن اسم الفاعل في الاصطلاح: هو الصفة المشاركة للفعل في الدلالة على معنى حادث متجدد وهذه الصفات إنما تدل على معان

ثابتة غير منتقلة، وكلام المصنف لا ينافي ما ذكرته، وقد قال في إيجاز التعريف (٧): وإذا قصد (٨) باسم فاعل الفعل الثلاثي الحدوث جاء على فاعل على كل حال (٩) كقولك: زيد شاجع اليوم، وفارغ غدا، كما قال: -


(١) في شرح الشافية للرضي (١/ ١٤٨): «الغالب في باب فعل: فعيل، ويجيء فعال - بضم الفاء وتخفيف العين - مبالغة فعيل في هذا الباب كثيرا لكنه غير مطرد نحو: طويل وطوال وشجيع وشجاع». وفي اللسان (فرت): «وقد فرت الماء يفرت فروتة إذا عذب فهو فرات».
(٢) في اللسان (وضأ): «وقد وضؤ يوضؤ وضاءة» بالفتح والمد صار وضيئا فهو وضيء من قوم أوضياء ووضاء ووضّاء».
(٣) في اللسان (عفر): «والعفر: الشجاع الجلد».
(٤) في اللسان (غمر): «الأغمار جمع غمر بالضم وهو الجاهل الغرّ الذي لم يجرّب الأمور».
(٥) في اللسان (حصر): «والحصور من الإبل الضّيّقة الأحاليل».
(٦) انظر شرح التصريح (٢/ ٧٨) وأوضح المسالك (٣/ ٢٤٤)، والأشموني (٢/ ٣١٤).
(٧) من مؤلفات ابن مالك ولم أعثر عليه.
(٨) انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٤).
(٩) في المنصف (١/ ٢٣٨): «لأن فاعلا قد يجيء من فعل كما يجيء من فعل وذلك قولهم: شرب فهو شارب وركب فهو راكب

<<  <  ج: ص:  >  >>