للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المعقول مشتقّا من قولك: عقل له أي: شدّ وحبس، فكأنّ عقله قد حبس له وشدّ.

واستغني بهذه المفعولات التي ذكرت عن المفعل الذي يكون مصدرا لأن فيها دليلا على المفعل. قال (١): وأما قوله تعالى: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٢) فزعم بعضهم (٣) أن «الباء» زائدة تقديره: أيّكم المفتون كما زيدت في:

٣٥٨٥ - ... ... لا يقرأن بالسّور (٤)

وجعل الفراء (٥) من هذا «الميسور» و «المعسور» بمعنى: الإيسار والإعسار، وردّ (٦) ذلك بأن «الميسور» و «المعسور» هنا ليسا بمصدرين في الثلاثي بل في الرباعي الذي على وزن «أفعل» وللفراء أن يقول (٧): ادّعي أن اسم المفعول يأتي مصدرا للفعل الرباعي كما يأتي للفعل الثلاثي إذ لا يجهل أن هذه الكلمة من فعل رباعي، وجعل سيبويه (٨) «الميسور» و «المعسور» زمانا [٥/ ٢٣] يعسر فيه ويوسر كما تقول: هذا وقت مضروب فيه زيد، وعجبت من زمان مضروب فيه زيد.

ولم يظهر لي هذا التخريج لأن الصيغة التي تدل على الزمان من الفعل غير الثلاثي يجب أن تكون على صيغة اسم المفعول فيه، و «الميسور» و «المعسور» ليسا على صيغة اسم المفعول لفعل رباعي، فكما لا يكونان اسمي مفعول

من «أيسر» و «أعسر» لا يكونان دالّين على زمان ذلك الفعل (٩).


(١) أي الشيخ في التذييل (٦/ ١٤٦).
(٢) سورة القلم: ٦.
(٣) ابن هشام في المغني (ص ١٠٩) ونسبه لسيبويه وانظر شرح الشافية (١/ ١٧٥).
(٤) هذه قطعة من بيت من البسيط وهو بتمامه:
هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسّور
والشعر قيل للراعي وهو في ديوانه (ص ١٠٨) وقيل للقتال الكلابي وهو في ديوانه أيضا (ص ٥٣) والاستشهاد بالبيت: على أن الباء زائدة في المفعول.
والبيت في مجالس ثعلب (ص ٣٦٥)، والمخصص (١٤/ ٧٠)، والخزانة (٣/ ٦٦٧)، والمغني (ص ٢٩، ١٠٩، ٦٧٥)، وشرح شواهده (ص ٩١، ٣٣٦).
(٥) التذييل (٦/ ١٤٥)، وانظر معاني القرآن (٢/ ٣٨).
(٦) أبو حيان في التذييل (٦/ ١٤٥).
(٧) هذا من كلام المؤلف وفيه دفاع عن الفراء.
(٨) انظر التذييل (٦/ ١٤٥)، والكتاب (٤/ ٩٧)، وشرح الشافية (١/ ١٧٥).
(٩) في هذا الكلام رد لمذهب سيبويه وموافقة لمذهب الفراء والأخفش وقد أخذ به المصنف كما ذكر ذلك أبو حيان في التذييل (٦/ ١٤٦)، وانظر شرح الشافية (١/ ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>