للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقول الآخر:

٣٧٠٦ - ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي ... فما طائري يوما عليك بأخيلا (١)

وقول الآخر (٢):

٣٧٠٧ - مطرق يرشح موتاكما أط ... رق أفعى ينفث السّمّ صلّ (٣)

وذكر الشيخ أن لهذه الألفاظ الثلاثة استعمالين: فالأكثر استعمالها اسما فيصرف، فـ «الأجدل» هو الصقر، و «الأخيل» اسم لنوع من الطير، و «أفعى» اسم لنوع من الحيات، وبعض العرب استعملها صفات فمنعها الصرف، فـ «أجدل»

بمعنى: شديد، و «أخيل» أفعل من الخيلان و «أفعى» بمعنى: خبيث؛ فهي إذ ذاك صفات خلفت موصوفاتها ووليت العوامل كما تليها الأسماء (٤).

وأشار بقوله: وألغيت أصالتها في أبطح إلى أن بعض العرب يعتد بالاسمية -


- والشاهد فيه: قوله: «أجدل»؛ حيث منع من الصرف لوزن الفعل ولمح الصفة؛ وذلك لأنه مأخوذ من الجدل وهو الشدة وأكثر العرب يصرفه لخلوه عن أصالة الوصفية. والبيت على الرواية التي بين أيدينا في اللسان «جدل»، والتذييل (٦/ ٣٢٧)، وشرح ابن الناظم (ص ٦٣٩).
(١) هذا البيت من الطويل وهو مطلع قصيدة لحسان بن ثابت الأنصاري رضى الله عنه انظر: ديوانه (ص ٣٤٨)، الشرح: قوله: ذريني: أي دعيني واتركيني، وقوله: وشيمتي، الشيمة: بكسر الشين، الخلق والطبيعة، والأخيل: طائر فيه خيلان، ويقال: الأخيل الشقراق والعرب تتشاءم به، يقال: هو أشأم من أخيل.
والشاهد فيه قوله: «بأخيلا»؛ حيث منع الصرف لوزن الفعل ولمح الصفة؛ لأنه مأخوذ من المخيول وهو الكثير الخيلان.
والبيت في شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٥٤)، والعيني (٤/ ٣٤٨)، وشرح التصريح (٢/ ٢١٤)، والأشموني (٣/ ٢٣٧).
(٢) هو تأبط شرّا كما في شرح الحماسة للتبريزي (٢/ ١٦١)، وقد نسب في التذييل (٦/ ٣٢٨) للشنفرى وليس كذلك.
(٣) هذا البيت من المديد وقبله:
ووراء الثأر مني ابن أخت ... مصع عقدته ما تحلّ
الشرح: المصع: شديد المقاتلة، ومطرق: صفة لابن أخته أي ناظر إلى الأرض، والرشح: كالعرق، وينفث: يقذف، وصل: الخبيث من الأفاعي، والمعنى: أن ابن أخته شجاع في الحرب، مقدام يطرق إطراق الحية الخبيثة التي تنفث السم.
والشاهد فيه منع صرف «أفعى» لوزن الفعل ولمح الصفة؛ لأنه بمعنى خبيث. وانظر البيت في: التذييل (٦/ ٣٢٨) وشرح ديوان الحماسة للتبريزي (٢/ ١٦١).
(٤) انظر: التذييل (٦/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>