للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كأنه قال: فهو ينطق (١).

والثاني: كقولك: ما تأتينا فتقول إلا خيرا، فتنصب مع أنك أتيت بـ «إلّا» إثباتا؛ لأنه بمعنى: ما تأتينا فتقول شرّا.

قال سيبويه (٢): وتقول: لا تأتينا فتحدثنا إلا ازددنا فيك رغبة، والنصب ها هنا كالنصب في: ما تأتيني فتحدثني، إذا أردت معنى: ما تأتيني فتكون محدثا، قال: ومثل ذلك قول اللعين المنقري (٣):

٣٨٦٢ - وما حلّ يا سعدى غريب ببلدة ... فينسب إلّا الزّبرقان له أب (٤)

يعني: أن نصب ما فيه الاستثناء إنما يجوز على وجه واحد من وجهي النصب في جواب النفي المحض ولو رفعه جاز على التشريك ومعنى: ما تأتينا وما تقول إلا خيرا، ولا يجوز على الاستئناف لاستلزامه التفريغ في الموجب.

وتقول: ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا، وما تزال تأتينا فتحدثنا، وما تزال تأتينا فتحدثنا، بالرفع؛ لأن النفي لم يدخل على المعطوف عليه إنما دخل في الأول على شيء مقدر أخرج منه المعطوف عليه وأوجب بـ «إلا»، وفي الثاني على متعلق المعطوف عليه وكان معناه النفي فصار إثباتا.

ويجوز أن يكون المراد بالنفي المحض: ما يدل عليه بما وضع لمجرد النفي كـ «ما»


- الشرح: القواء: المكان القفر، ورواية الديوان «الخلاء» ويروى: «القديم». والبيداء: الصحراء الواسعة، والسملق: التي لا شيء فيها من نبت ولا غيره وهى جرداء مستوية.
والشاهد فيه: رفع «ينطق» الواقع بعد الفاء على الاستئناف والقطع أي: فهو ينطق، والبيت في الكتاب (٣/ ٣٧)، والمفصل (ص ٢٥٠)، وابن يعيش (٧/ ٣٦، ٣٧)، والمغني (ص ١٦٨)، وشرح التصريح (٢/ ٢٤٠).
(١) انظر: الكتاب (٣/ ٣٧).
(٢) انظر: الكتاب (٣/ ٣٢).
(٣) اللعين المنقري: منازل بن زمعة التميمي المنقري، أبو أكيدر، شاعر هجّاء، قيل: سمعه عمر بن الخطاب ينشد شعرا والناس يصلون فقال: من هذا اللعين؟ فعلق به لقبا. انظر ترجمته في الشعر والشعراء (٥٠٦)، والخزانة (١/ ٥٣١)، والأعلام (٧/ ٢٨٩).
(٤) هذا البيت من الطويل وقائله اللعين المنقري كما في الشرح، والزبرقان: هو الصحابي الجليل ابن بدر السعدي، سيد قومه وأعرفهم.
والشاهد فيه: نصب ما بعد «الفاء» على الجواب، والرفع جائز على القطع. والبيت في شرح الكافية للرضي (١/ ٢٠٤)، (٢/ ٢٤٨)، والتذييل (٦/ ٦١٩)، والخزانة (١/ ٥٣٠)، (٣/ ٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>