للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تصغير ما دلّ على جمع]

قال ابن مالك: (فصل: تصغّر أسماء الجموع وجموع القلّة، ولا يصغّر جمع كثرة تصغير مشاكله من الآحاد خلافا للكوفيّين بل مع الرّدّ إلى تكسير قلّة، أو تصحيح مفرد المذكور إن كان لمذكّر عاقل مطلقا، وإلّا فجمع تصحيح

الإناث مطلقا، وإن كان جمعا مكسرا على واحد مهمل وله واحد مستعمل ردّ إليه لا إلى المهمل القياسي، خلافا لأبي زيد، فإن لم يكن له واحد مستعمل ردّ إلى المهمل القياسيّ، وعومل معاملة مستعمل، وسريّيل في سراويل أجود من سريّيلات، ويقال في ركب وسفر: ركيب وسفير، لا رويكبون، ومسيفرون خلافا لأبي الحسن).

الشّرح: أشار ابن مالك إلى تصغير أسماء الجمع وجمع القلة بأنه يصغر على لفظه مثل قوم ورهط وأكلب وأرغفة، تمر، وغلمة فتصغر على لفظها فتقول:

قويم، ورهيط، وأكيلب، وأريغفة، وتمير، وغليمة، وأجيمال في أجمال ونحو ذلك، أما جمع الكثرة فلا يصغر على لفظه؛ لأن الصيغتين متنافيتان وضعا فلا يجمع بينهما، خلافا (١) للكوفيين محتجين بأصيلان تصغير أصلان جمع أصيل، وهذا مردود؛ لأنه لو كان كذلك لقيل: أصيلين، ولا يصغر إلا مع الرد إلى جمع القلة مثل فلوس تصغيرها أفيلس، وفتيان فتيّة إن كان له جمع قلة أو تجمعه جمع مذكر إن كان لمذكر عاقل تقول في زيدون: زييدون، وفي غلمان غليّمون.

مطلقا أي: سواء كان المفرد مما يجمع بالواو والنون كزيد أم لا كغلام، وسواء أكان له جمع أم لا كغلمان ورجال فما له قلة يرد إليها ويصغر أو إلى المفرد ويصغر ثم يجمع بالواو والنون وما لا قلة له يتعين فيه الثاني (٢).

وإلّا فجمع تصحيح الإناث أي: بأن كان لمذكر غير عاقل كدراهم، أو لمؤنث مطلقا كجوار ورسائل فإنه يرد إلى المفرد ويصغر، ويجمع بالألف والتاء نحو:

دريهمات، وجويريات، ورسيّلات مطلقا سواء أكان مكبره يجوز جمعه بالألف -


(١) الهمع (٢/ ١٨٩).
(٢) المساعد (٣/ ٥١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>