للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كونهما غير حلقيين، فكأنه قال: يجوز تماثل الفاء واللام، ولكن يقل ذلك إذا كانا حلقيين، ودلّ قوله قبل: وسهّله كونهما عينا ولاما أن باب نحو: طلل أكثر؛ لذكره مقدّما، ولنسبته التسهيل إليه؛ فيكون باب نحو: سلس أقلّ منه؛ لذكره إياه بعد، وعلى هذا فالضمير في قوله: وأقلّ منه نحو: كوكب يرجع إلى ما تماثلت فيه الفاء واللام غير حلقيّتين وهو: سلس، فيكون مراده وتماثل الفاء والعين إذا كان بينهما فاصل، وأما كون باب كوكب أكثر من باب نحو: ببر؛ فقد عرف من قوله بعد ذكر كوكب: وأقلّ منه نحو: ببر، ثم إن المصنف نبّه بقوله: وقلّ ذلك فيهما حرفي

لين ... إلى آخره على أن تماثل اللام والعين يكثر على غيره من المذكورات بعده على الإطلاق، بل بقيد كون الحرفين المتماثلين صحيحين غير حلقيين ولا همزتين، أما كونهما همزتين فغير وارد في كلام العرب، ولذلك قال: وأهمل كونهما همزتين، وأما كونهما حرفي لين أو حلقيين فقليل، وذلك نحو: قوّة وعيّ وغيّ وحيّ وصحّ وشحّ ولححت عينه (١) وشعاع وبخ (٢) ومهه (٣)، وأما قوله: وقلّ كون الفاء واللام حلقيين فقد تقدم الكلام عليه، ومثاله: أجاء وخباح وآء، وهو شجر، والواحدة آءة (٤)، ولا يظن أن باب نحو: سلس أقلّ من باب نحو: قوّ بل إنما هو أقلّ من باب نحو: طلل كما تقدم، وهو أكثر من باب نحو: قوّ ومهه، وقد نصّوا على ذلك (٥).

وسبب سهولة تماثل العين واللام أن اللام معرضة لتغيّر حركات الإعراب ولسكونها في الوقف؛ فتخالف حينئذ حركة العين فيسهل النطق بها، هكذا ذكروا، ثم لما أنهى المصنف الكلام على ما اشتمل من المتماثل على أصلين؛ أخذ في -


(١) لححت عينه: إذا لصقت بالرّمص. اللسان «لحح».
(٢) كلمة فخر. اللسان «بخخ».
(٣) أي يسير. اللسان «مهه».
(٤) جاء في هامش (١) من الصحاح (١/ ٣٤): «الصحيح عند أهل اللغة أنه - أي الآء - ثمر السرح»، وزاد ابن بري في حاشية الصحاح: ولا يعكر عليه قول شرذمة منهم: إنه اسم للشجر؛ لأنهم قد يسمّون الشّجر باسم ثمره ألا ترى إلى قوله تعالى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً.
(٥) قال سيبويه: (٢/ ٤٠٤): «قد نقل ما هو أخف مما يستعملون كراهية ذلك أيضا، وذلك نحو: سلس وقلق، ولم يكثر كثرة رددت في الثلاثة؛ كراهية كثرة التضعيف في كلامهم، فكأن هذه الأشياء تعاقب».

<<  <  ج: ص:  >  >>