للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

انفك المثلان كمهدد (١)؛ فأحدهما زائد إلا أن يوجب تقدير زيادته استعمال ما أهمل كمحبب فإنه مفعل، فإن تقدير زيادة أحد ياءيه يوجب أن يكون الأصل «محبّ» وهو تركيب أهملت العرب جميع وجوهه (٢)، وكذا لو كان مع الثلاثة التي هي أصول الكلمة الواقعة بعد الهمزة والميم حرف لين، فهو - أيضا - زائد كإسكاف (٣) وإبريق وأسلوب، ذكر المصنف ذلك في إيجاز التعريف له، ولا شك أن التنبيه على أن حرف اللين زائد في هذه الأبنية الثلاثة

مستغنى عنه، فإنّه من المعلوم الحكم على كل من الألف والياء والواو بالزيادة متى صحب أكثر من أصلين وإذا كانت الأحرف الثلاثة مقطوعا بزيادتها لما ذكر، فلا حاجة إلى التنبيه على زيادتها، هنا بقي الكلام على زيادة [٦/ ١١٦] الهمزة مؤخرة بعد ألف زائدة، كما قيّده المصنف، ويذكر معها النون لإشراك المصنف إياها مع الهمزة في هذا الحكم بعد ذكر الهمزة مصدرة بقوله: أو مؤخرة أو نون بعد ألف زائدة، فنقول: ذكر المصنف في إيجاز التعريف له: أن الهمزة المتأخرة يحكم بزيادتها بعد ألف زائدة قبلها ثلاثة أصول أو أكثر كعلباء وقرفصاء، ثم قال: ويشارك الهمزة في مثالها متأخرة النون نحو: سرحان وزعفران، وهكذا ذكر في بقية كتبه أن الهمزة في نحو: علباء وقرفصاء زائدة (٤)، والأصح: أن همزة قرفصاء بدل من ألف مزيدة للتأنيث وكذلك همزة علباء بدل من ياء هي حرف إلحاق، وإذا كان كذلك لم -


(١) من أسماء النساء. الممتع (١/ ٨٧، ٢٤٩).
(٢) قال ابن عصفور في الممتع (١/ ٢٥٢ - ٢٥٣): «فإن قيل: فهلّا جعلتم الميم أصلية في «محبب» - اسم رجل - بدليل فك الإدغام كما فعلتم ذلك في مهدد، فالجواب أنه لمّا كان جعل الميم فيها أصلية يؤدّي إلى الحمل على القليل، وجعلها زائدة يؤدّي - أيضا - إلى ذلك كانت الأولى الزيادة هنا؛ لأن الميم إذا كانت زائدة كانت الكلمة من تركيب «حبب»، وهو موجود، وإذا كانت الميم أصلية كانت الكلمة من تركيب «محب» وهو غير موجود، فكان الحمل على الموجود أولى» وانظر: نفس المرجع (٢/ ٦٤٩، ٧٣٣)، وشرح الكافية (ص ٢٠٦٠).
(٣) الممتع (١/ ١٠٦).
(٤) قال في الكافية:
كذاك همز آخر بعد ألف ... أكثر من حرفين لفظها ردف
وقال في الشرح: الهمزة في الآخر مساوية للنون في استبانة زيادتها بتأخرها بعد ألف قبلها ثلاثة أحرف فصاعدا نحو: علباء وحرباء. شرح الكافية لابن مالك (٤/ ٢٠٤٠) وقال في متن الألفية ما قاله هنا.
انظر: الألفية «ص ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>