للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المسألة الثانية:

أن الواو قد تصح وهي لام فعول جمعا، وقد قدّمنا الإشارة إلى ذلك في التقسيم السابق، لكن لمّا لم يكن في كلام المصنف حين ذكر فعولا الجمع إشعار بذلك صرّح به هنا، ومثال التصحيح قولهم: أبو وأخو وبنو ونحو، وهو جمع: أب وأخ وابن ونحو، وقال المصنف في إيجاز التعريف: وقد يجيء هذا الجمع مصححا كأبوّ ونحو، في جمع: أب ونحو إن لم تكن عينه واوا كلامه؛ كجوّ لو جمع على فعول وهذا القيد لم يذكره في التسهيل ولا بد منه، ثم قال: وشذ تغليب الواو في قولهم: فتى وفتو حكاه الفراء، وممكن أن يكون فتو على لغة من قال في التثنية:

فتوان (١)، حكاه يعقوب (٢)، فلام فتى على هذه اللغة واو لا أعرف كونها ياء لاجتماع العرب على فتية وفتيان. انتهى. ثم قد عرفت أن تصحيح فعول الجمع شاذ لقلة ما جاء منه، وإذا كان كذلك فالقياس عليها لا يسوغ، ولهذا كان مذهب الفراء على ذلك مرجوحا في القياس (٣).

المسألة الثالثة:

أنه قد تعل الواو بإبدالها ياء، وهي عين فعال جمعا كصوّام فيقال فيه: صوم، وقد تقدم تعليل ذلك، فأما إذا كان الجمع على فعال فإن التصحيح واجب كصوّام ونوّام؛ لأن العين تباعدت بالألف عن الطرف، وقد جاء نيّام فحكموا عليه بالشذوذ. قال الشاعر:

٤٣١١ - ألا طرقتنا ميّة ابنة منذر ... فما أرّق النّيّام إلّا سلامها (٤)

فإلى ذلك الإشارة بقوله: وربما أعلت وهي عين فعّال جمعا. وذكر ابن عصفور في الممتع أن حرفا قد شذ وهو قولهم: فلان في صيّابة قومه، يريدون صوّابة قومه أي: صميمهم وخالصهم، وهو من صاب يصوب إذا نزل كأن عرقه فيهم قد شاع -


(١) ينظر: اللسان «فتا».
(٢) هو ابن السكيت صاحب كتاب إصلاح المنطق.
(٣) انظر التذييل (٦/ ١٦٩ ب).
(٤) من الطويل، قائله ذو الرمة، وشاهده: قوله: النيام حيث قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، والقياس قلب الياء واوا وإدغامها في الواو فيصير النوام، وقد تقدم الحديث مفصلا عن هذا البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>