للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يريد نعي. وحكم هذه الألف في الماضي المبني للمفعول حكم الماضي المبني للفاعل في الحذف والعود إلى الأصل، قال الشاعر:

٤٣٢٢ - نستوقد النّبل بالحضيض ونص ... طاد نفوسا بنت على الكرم (١)

وتقول المنزلان بنا. قال الشيخ: ولا يحفظ هذا من الأفعال إلا في الثلاثي المجرد، وطيئ لا يفعلون ذلك على سبيل الوجوب بل إنما يجوزون ذلك (وغيرهم من العرب) (٢) لا يجيزه إلا فيما كان المجموع على مثال مفاعل، كقولك في جمع مدار: مداري؛ وذلك لثقل الكسرة قبل الياء وثقل البناء مع أمنهم اللبس إذا خففوا، تقلب الكسرة فتحة والياء ألفا؛ لأنه لا يكون شيء من المجموع التي هي على مثال مفاعل أصل بنائه فتح ما قبل آخره، وليس كذلك: رام وغاز؛ لأنهما إذا فعل ذلك بهما اشتبها في اللفظ برامى وغازى (٣). واعلم أن المصنف أطلق هذه المسألة، ولم يقيد حركة الياء بأن تكون غير إعرابية؛ فيقتضي هذا أن لا فرق بينهما عنده، ويؤيد أن هذا مراده قوله في الكافية الشافية:

بنحو راضى وبنت في راضي ... وبنيت لطيّئ تراضي (٤)

قال الشيخ بعد أن ذكر عنه هذا البيت: وذلك خطأ لا يوجد في كلام طيئ راضى في: راضي، ولا تغاضا في تغاض (٥) واقتضى كلامه أن حركة الياء التي تقع قبلها كسرة بدلا أن تكون فتحة، وأن تكون الفتحة غير إعرابية، وعلى هذا فلا يتأتى هذا الحكم في نحو: لن يرمي ولن يستدني، ولا في نحو: رأيت القاضي والرامي، ولا شك أن هذا أمر موقوف على نقل لغة هؤلاء. وقد قال الشيخ: إن ذلك لا يوجد في كلامهم. ولا يبعد أن الأمر كما ذكره.


(١) من المنسرح لم أعرف قائله والشاهد فيه: قوله: بنت وأصله: بنيت، قلبت كسرة النون فتحة فقلبت الياء ألفا فصارت: بنات فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وهي لغة طائية. راجع: شرح شواهد الشافية للبغدادي (ص ٤٨)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ١٦٥) والتذييل (٦/ ١٧٦ ب).
(٢) (ب) والعرب غيرهم.
(٣) التذييل (٦/ ١٧٦ ب).
(٤) شرح الكافية (٤/ ٢١٣٧).
(٥) التذييل (٦/ ١٧٧ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>