للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[حذف اللام شذوذا]]

قال ابن مالك: (وشذّ في الأسماء حذف اللّام لفظا ونيّة بكثرة إن كانت واوا، وبقلّة إن كانت ياء أو هاء أو همزة أو نونا أو حاء أو مثل العين، وربّما حذفت العين وهي نون أو واو أو تاء أو همزة، والفاء وهي واو أو همزة.

وكثر في أب بعد لا ويا، وندر بعد غيرهما، وشذّ في الفعل: لا أدر، ولا أبال، وعم صباحا، ونحو: خافوا ولو تر ما الصّبيان).

ــ

٤٣٣٨ - يا أسديّ لم أكلته لمه ... لو خافك الله عليه حرّمه (١)

وأفهم قوله: إن جرّت بحرف أنها إن كانت مجرورة بالإضافة لم يجز التسكين لا في الضرورة ولا في غيرها، وإنما امتنعوا عن حذف الحركة في السعة؛ لئلا ينهكها الحذف؛ لأن حذف الحركة بعد حذف الألف إجحاف بالكلمة، وأما قوله: وزعم المبرد إلى آخره فأشار به إلى أن كثيرا من العرب يقولون: سل عم شئت؛ ولهذا زعم المبرد أنه

لغة، والذي سوغ الحذف منها إذا وصلت بشئت كأنه كثرة استعمال هذه الكلمة مقرونة بما بعدها (٢).

قال ناظر الجيش: الشاذ الذي ذكره هنا إما في الاسم، وإما في الفعل، والذي في الاسم منه ما هو بكثرة، ومنه ما هو بقلة؛ فالذي هو بكثرة هو حذف اللام منه إن كانت واوا، والذي هو بقلة هو حذف غير اللام من عين أو فاء وحذف اللام وهي غير واو، وقيد الحذف في الاسم بقوله: لفظا ونيّة؛ للاحتراز عن الحذف لفظا فقط نحو الحذف للتنوين، أو لالتقاء الساكنين نحو: فتى وعصى، وفتى القوم، وعصا الرجل؛ فإن الألف التي هي لام الاسم حذفت لالتقاء الساكنين في اللفظ، -


(١) رجز نسبه في اللسان إلى سالم بن دارة وأنشده برواية:
يا فقعسي ...
والشاهد فيه: تسكين الميم من (لم) وأصلها (لما) وهي استفهامية دخل عليها حرف الجر فحذفت الألف ثم سكنت الميم للضرورة، وانظره في: الإنصاف (١/ ٢٩٩)، والأشموني (٤/ ٢١٧)، والمخصص (٣/ ٤)، والعيني (٤/ ٥٥٥، ٥٥٦).
(٢) قال الشيخ في التذييل (٦/ ١٩٢ أ): «وقوله - أي ابن مالك -: وزعم المبرد ... إلى آخره هذا الذي ذهب إليه أبو العباس قد نقله أبو زيد، قال الأخفش في الأوسط: وزعم أبو زيد أن كثيرا من العرب يقولون: سل عم شئت، كأنهم حذفوا لكثرة استعمالهم إياه»، وانظر المساعد (٤/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>