للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ددد، ددا - كعصا - ددن (١)، فإذا جاء محذوفا احتمل أن يكون المحذوف النون، وأن يكون المحذوف الدال، وأما فل، وقوله: إن أصله: فلان، ففل لفظ استعمل خاصّا بالنداء واستعمل في الشعر محذوفا من فلان، فأما الذي في النداء فذكروا أن أصله ثلاثي، وأن المحذوف منه ياء. قالوا ولذلك قالوا في المؤنث: يا فله، وحين صغروا قالوا: يا فلى، ولو كان مرخما من فلان كما ذهب إليه بعض الناس لم يقولوا إلا: يا فلا، ويا فلان، ويا فله، كما تقول: يا عل، ولكان معناه وليس كذلك بل معنى يا فل: يا رجل، ويا فلان كناية عن العلم؛ فقد اختلفا تركيبا ومدلولا. وأما الذي استعمل في الشعر محذوفا من فلان كما قال أبو النجم:

٤٣٤٠ - في لجّة أمسك فلانا عن فل (٢)

فذلك حذفت منه النون، ثم حذفت منه الألف ترخيما بعد ترخيم في غير النداء في ضرورة الشعر، وقد بين ذلك سيبويه - رحمه الله تعالى - في أبواب الترخيم وفي أبواب التصغير وبين اختلاف تركيبهما ومدلوليهما في أبواب ابن عصفور، في المقرب (٣) ومثال الحاء: حر أصله حرح (٤)، لقولهم في تصغيره: حريح، وفي التكسير: أحراح،

قال الشيخ: وحذف الحاء قليل لا يحفظ منه غير هذا ومثال -


(١) الددن والدد محذوف من الددن، والددا محول عن الددن، والديدن كله اللهو واللعب. انظر اللسان «ددن».
(٢) رجز استشهد به سيبويه (١/ ٣٣٣) على استعمال (فل) مكان (فلان) في غير النداء ضرورة، واستشهد به في (٢/ ١٢٢) على أن (فل) أصله فلان، فإذا صغر رد إلى أصله وقبله:
تدافع الشّيّب ولم تقتّل
تدافع: مصدر تشبيهي عامله محذوف أي: تدافعت تدافعا كتدافع الشيوخ، الشيّب: جمع أشيب وهو الشيخ، تقتّل أصله تقتتل فأسكن التاء الأولى للإدغام، وحرّك القاف لالتقاء الساكنين بالكسرة، ثم، أتبع أول الحرف ثانية، فصار تقتّل بثلاث كسرات. اللجة: اختلاط الأصوات في الحرب، وقوله:
أمسك فلانا: هو على إضمار القول أي: في لجة يقال فيها: أمسك فلانا، شبّه تزاحمها ومدافعة بعضها بعضا بقوم شيوخ في لجّة وشرّ يدفع بعضهم بعضا، فيقال: أمسك فلانا عن فلان أي: احجز بينهم.
وانظره في: الكتاب (١/ ٢٣٣)، (٢/ ١٢٢)، والمقتضب (٤/ ٢٣٨)، والتصريح (٢/ ١٨٠)، والهمع (١/ ١٧٧)، والأشموني (٣/ ١٦١)، واللسان «لجج، فلن».
(٣) انظر: الكتاب (١/ ٣٣٣)، (٢/ ١٢٢)، والمقرب (١/ ١٨٢).
(٤) انظر: الكتاب (٢/ ٩٢)، والممتع (٢/ ٦٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>