للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأما قوله (١): فخير نحن، فخير خبر مقدم ونحن مبتدأ، وعلى ما اخترناه من مذهب الكوفيين: أن الخبر هو رافع المبتدأ، فالمبتدأ معمول له كما أن من الداخلة على المفضل عليه متعلقة به. فلم يفصل بينهما بأجنبيّ، وليس أفعل ومن كمضاف ومضاف إليه؛ لأنه لو كان كذلك لما جاز الفصل بينهما بالتمييز وبالفاعل وبالظرف وبالمجرور.

ولو سلمنا أن المبتدأ ليس معمولا للخبر لما ضرّ هذا الفصل لأنه وقع في الشّعر.

وأيضا قد خرّج ابن خروف قوله: نحن - على أنه تأكيد للضمير المستكن في قوله: فخير، وخير خبر مبتدأ محذوف، التقدير: فنحن خير نحن كما تقول:

أنت قائم أنت» انتهى (٢).

قال المصنف رحمه الله تعالى (٣): «والكوفيون كالأخفش في عدم اشتراط الاستفهام والنفي في الابتداء بالوصف المذكور، إلا أنهم يجعلونه مرفوعا بما بعده، وما بعده مرفوعا به على قاعدته ويوافقونه في التزام إفراده وتجرده من ضمير، ويجيزون أيضا إجراءه مجرى اسم جامد فيطابق ما بعده، ويجيزون أيضا جعله نعتا

معنويّا مطابقا للآخر في إفراده وتثنيته وجمعه، ولا بد حينئذ من كون النعت مطابقا ويسمونه خلفا» (٤).

وأطلق المصنف الاستفهام ولم يخص همزة ولا غيرها ليعلم أن أدوات الاستفهام متساوية في تصحيح الابتداء بالوصف المذكور على الوجه المذكور؛ فكما يقال:

أقائم الزيدان يقال: هل معتق العبدان، وما صانع العمران، ومن خاطب البكران، -


-
ومن يأمن الحجّاج أمّا عقابه ... فمرّ وأمّا عقده فوثيق
انظر ديوان جرير (ص ٣٩٧).
وأنشده الأشموني: (١/ ١٩٢) برواية أخرى وهي قوله: هنّ صديق للّذي لم يشب، والذي ورد في الشرح هو قوله: هن صديق، وهو الجملة الأخيرة من البيت، ولكن قول الشارح: وقال بعض العرب - ينفي أنه بيت شعر، وقد احتسبناه شعرا لوروده في بيتين.
وشاهده واضح من الشرح. والبيت في: التذييل والتكميل (٣/ ٢٧٤) وفي معجم الشواهد (ص ٢٤٦) بإنشاد جرير.
(١) الكلام لأبي حيان أيضا (انظر التذييل والتكميل: ٥/ ٢٧٥).
(٢) المرجع السابق.
(٣) شرح التسهيل (١/ ٢٧٤).
(٤) مع شهرة هذه المسألة في النحو وفي باب المبتدأ والخبر في الخلاف بين البصريين والكوفيين، إلا أنها لم تذكر في كتاب الإنصاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>