وأما ما قارب المعرفة من النكرات نحو قولك: رجل من تميم جاءني وخير منك لقيني وصاحب لزيد جاءني، وإنما امتنع الابتداء بالنكرة المفردة المحضة؛ لأنه لا فائدة فيه وما لا فائدة فيه فلا معنى لنتكلم به، ألا ترى أنك لو قلت رجل قائم أو رجل عالم لم يكن في هذا الكلام فائدة لأنه لا يستنكر أن يكون في الناس رجل قائم أو عالم، فإذا قلت: رجل من بني فلان أو رجل من إخوانك أو وصفته بأي صفة كانت تقربه من معرفتك حسن لما في ذلك من الفائدة». وفي موضع آخر يقول: «وإنّما يراد في هذا الباب وغيره الفائدة، فمتى ظفرت بها في المبتدأ وخبره فالكلام جائز، وما لم يفد فلا معنى له في كلام العرب ولا في كلام غيرهم». (أصول النحو: ١/ ٢١). (٢) انظر المقتصد في شرح الإيضاح لعبد القاهر: (١/ ٣٠٥) يقول: «اعلم أن للمبتدأ والخبر انقساما إلى التنكير والتعريف، فإما أن يكون أحد الجزأين معرفة والآخر نكرة، وإما أن يكونا معرفتين، وإما أن يكونا نكرتين، فهما بهذه على ثلاثة أضرب: الأول: ما كان معرفة فنكرة نحو: زيد منطلق، ثم شرح أحكامه. الثاني: أن يكونا معرفتين، كقولك: زيد أخوك، ثم شرح أحكامه. -